كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

2 - تحديد مفهوم الإسلام:
ئم اتجهت الدعوة بعد ذلك إلى إحياء الإسلام الصحيح في نفوس
المسلمين، فلفد كان جمهورهم يفهمون الإسلام عبادات ظاهرة لا تهذب
نفوسهم ولا توجه اعمالهم، كما كانوا يفهمون الإسلام بعداَ عن الحياة وركوناَ
إلى الكسل، وتخلياَ عن الدنيا، وترك أهل الشر يعيثون في الأرض فساداَ دون أ ن
يحملوا على الصلاح والاستفامة، ومن المؤسف انه مع هذا المفهوم السئض
ل! سلام في نفوس المسلمين كانت هناك روح تعصبية عمياء تسيء إلى جمال
الإسلام وسماحة تعاليمه، فكان تعصبهم له تعصب وراثة وجهل، لا تعصب
فهم وحب وإقناع، فجاءت الدعوة تبين للمسلمين ان حقيقة الإسلام في ذاته،
سماحة في التعامل، وصدق في القول، ورغبة في نفع الناس جميعاَ، ثم نظام
شامل لشؤون الحياة، يصلح الفرد والأسرة والشعب والحكومة، ولا يكون
المسلم مسلمأ كاملاَ يتقبل الله إسلامه حتى يؤمن بهذه الحفيفة، ويطبق الإسلام
على ئفسه وأسرته، ويسعى ليكون معمولاَ به في شتى نواحي الحياة الاجتماعية،
فليس من الإسلام في شيء أن تكون الدولة في معزل عن الإسلام، لا تنفذ
أحكامه، ولا تقيم تشريعه، وليس من الإسلام في شيء هذه المظالم الاجتماعية
القائمة، وهذا التباين الفاحش في المعيشة والثروة، ومن اجل ذلك كان شعار
الإخوان المسلمين:
"الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف، مسجد ومدرسة، قانون وآداب،
عدالة وإخاء، مادة وروح، دنيا وآخرة ".
3 - تحرير التعليم من قيوده:
وكا ن طبيعياَ ان تتجه ا لدعوة إ لى إ صلاح روح ا لتعليم، فلفد طغى ا لاستعمار
في البلاد الإسلامية على روح التعليم واهدافه، وجعل من المدارس آلة لإخراج
موظفين في دواوين الدولة، وشوه الحقائق الثابتة عن تاريخ الإسلام وتشريعه
وحضارته، فأعلنت الدعوة وجوب تحرر ا لتعليم، من آثار ا لاستعمار وتوجيهه،
بحيث يكون الهدف منه إنثاء جيل مؤمن قوي منتج، يبني مجدأمته على أسس من
151

الصفحة 151