كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

4 1 - حركتنا السياسية في سورية:
ليس الإخوان المسلمون حزبأسيالمعيأبالمعنى المفهوم من كلمة (الحزب)
في عرف الناس وإنما هم دعاة إ سلام اَمنوا به على انه رسالة الإنقاذ والتحرر والقوة
والحضارة، واعتنقوها على هذه الأسس، ونادوا بها في الناس بهذا المفهوم،
ونذروا أنفسهم لتحقيقها في المجتمع كرسالة سامية لأبناء الوطن جميعأ، وبذلك
لم يسعهم! لا ان يساهموا في ا لحركات ا لسياسية، لا غا ية يسعون إ ليها، بل وسيلة
لتحقيق فكرة الإسلام التي اَمنوا بها.
ومند سنة 947 1 م تجلى نثاط الإخوان في الميدان السياسي بمساهمتهم
بالانتخابات لتلك السنة، ومقاومتهم للحكومات والأحزاب التي ابتعدت عن
تمثيل الشعب في اهدافه ومثله العليا، ورغم مابذل يؤمئذ ضد نثاطهم الانتخابي
من مال ورجال وسلاح، فقد نجح ثلاثة نواب منهم، وأدوا واجبهم ضمن الدائرة
المحكمة التي أحاطهم بها خصومهم.
ثم ساهموا في انتخابات سنة 1949 م للجمعية التأسيسية، ونجح عدد
منهم ساهموا في وضع الدستور، وصبغوه بالصبغة العربية المسلمة التي هي
طابع هذه الأمة، مما جعل دستورنا السوري اول دستور عربي إسلامي يحوي
من النصوص الإسلامية، ما يجعل الإسلام مرعي الأحكام، موفور الحرمة، ذ ا
اثر واضح في توجيه الشعب والحكومات وجهة صالحة قوية، لو وجدت
الأيدي الجريئة المخلصة لتطبيق تلك النصوص.
وكان نواب الإخوان في الجمعية التأسيسية وفي المجلس النيابي مثلأ
للسياسة الوطية الصادقة، البعيدة عن الحزبية العمياء، فقد ايدوا كل عمل
صا لح، وعارضوا كل ا تجاه ضار، وحفُوا كثيرأ من أزمات ا لحكم، وكانوا واسطة
خير بين هيئات المجالس وأحزابه، ولا يزالون حتى الَان يقومون بواجبهم
متحملين أنواعأ من التحدي والاستفزاز والافتراء والتهجم، راصن ان يكون
نصيبهم من عملهم ثواب الله ورضاه، وخدمة الشعب وإنقاذه، والسير بالوطن
في طريق مستقيم لا اعوجاج فيه ولا التواء.
4 15

الصفحة 154