كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

17 - الصراع بين العقل والقلب
هذا الكتيب هو حديث من جملة أحاديث كان يحدث السباعي بها بعض
اخوانه، في جلسات خاصة، هي حديث الروح للروح، وحديث القلب للقلب،
كانت سبحات روحية، تحليقات في فضاء الدعوة، يسمو بها عقله الذكي،
ويتسامى باخوانه الذين يعدهم ليكونوا دعاة وعاة، يستعصون على المادية
الطاغية، ويكون الواحد منهم عصيأ على المنحرفين والمستبدين في حالي
الرغب والرهب.
هذا ا لكتيب هو الحديث ا لأول منها، ونحن نتطلع إ لى بقية هذه الأحاديث،
لتكون زاداً للدعاة في هذه المهامه، ففيها تزكية للنفوس، وتصفية للقلوب،
وتنقية للمشاعر، وصقل للأرواح، وفتح اَفاق رحيبة للعقول.
وكما نرجو أن تظهر هذه الأحاديث الروحية في كتاب أو كتيبات، نرجو
أن تظهر في أشرطة، ليسمع الناس، لتسمع الأجيال التي لم تسمع صوت
السباعي، لتسمع صوته العذب، ولتقرأ ما في ذبذباته من إخلاص، وسمو،
وصدق، فما سمعنا أصدق لهجة، وأخلص إخلاصأ، وأسمى سموا من السباعي
القا ئد ا لمربي ا لحكيم.
إنه حديث ارتجالي، كهذه الأحاديث التي نتلقاها أو نلقيه! في (الأسرة)
الإخوانية، ولكن. . شتان ما بين حديث وحديث، ما بين موجه وموجه، ما بين
مرب ومرب، ما بين قائد وقائد. . حديث مرتجل، ولكنه عميق، فيه خلاصة
لفكر جؤاب، لفيلسوف حكيم، لمثقف واسع الئقافة، واسع الاطلاع على حياة
الأفراد والشعوب والأمم والحضارات، لداعية ذي خبرة في الحياة، قادر على
استخلاص الدروس والعبر منها.
تحدث السباعي عن اثر القلب والعقل في حياة الأفراد، ثم في حياة
الجماعات. وقد بدأحديئه على السجية بتعريف العقل والقلب فقال:
"هذه الحياة صراع بين العقل والقلب، ذلك هو تاريخ الإنسان، وتاريخ
الجماعة، وتاريخ الشعوب. وما العقل في حقيقته إلا ميزان يوازن في كل أمر
155

الصفحة 155