كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

إلى الإصلاج ولكن اين كنا نحن يومئذ؟ كنا نخوض معركة فلسطين أو نتأهب.
ولقد كانت رغبة الشعب وم! تزال حتى الَان أن نهمئ الجندي والبندقية
والخرطوشة قبل أن نهمئ العازف والعود والكمان. إن الإصلاج يجب أن يبدأ
بالضروري قبل الكمالي، وبالفقير قبل الغني، وبالقروي مع المدني، وعلى
جميع أبناء الشعب وجميع الأحياء وجميع المدن والقرى لا على فريق دون فريق
ولا على طائفة دون طائفة.
مواقف الكرامة
"من كلمة القاها في مجلس النواب في 3/ 8/ 951 ام بمناسبة حوادث
الحدود".
إننا شعب مصمم على أن يموت، أو أن ينال حقه بيده، فهو قد كفر بكل
عدالة تأتيه من الخارج، لقد كفر بكل عدالة تأتي من أولئك الذين يتوسدون
أرائك مجلس الأمن وهيئة الأمم والذين لا يشوحون ضمائرهم وإنما يشوحون
انانيتهم.
وبهذه المناسبة اعلن ما كررناه من فبل، اننا يجب أن نفكر في علاقاتنا
بالمعسكر الغربي، إن من واجبنا ان نفكر بعلاقاتنا بهذه الدول، إننا جديرون بأن
نصون كرامتنا إزاء هؤلاء الذين يستهزئون بكرامتنا وب! رادتنا، ولا ادري إ لى متى
نسير ب! رادتهم ومتى نفكر بالخروج على تلك الإرادة؟.
وقد يقال إننا ضعفاء، وإننا لا نملك من الأمر شيئإَ، ولكن لأن نموت
ونحن نلطم الذي يلطمنا خير لنا من ان نموت ونحن نقدم خدنا لمن يريد أ ن
يلطمه، ورقابنا لمن يريد ان يتحكم بها، ولذلك ارجو من اللجنة السياسية التي
سوف تجتمع عما قريب، وارجو من الجامعة العربية إذا كان في الأموات رجاء،
ارجو من هؤلاء ان تستيقظ ضمائرهم بعد الَان، وان يستيفظ فيهم الشعور
الحي، وان يسمعوا صدى إرادة هذه الأمة وشعورها في مختلف اقطارها، ارجو
ان يستيقظوا على هذه الصرخات.
162

الصفحة 162