كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

من الواجب أن نفكر بعد الان كيف ينبغي أن تكون علاقاتنا مع هذه الدول
فلا نجاملها، ولا نجعل مصيرنا مرتبطاَ بها وإن كانوا يظنون أن في هذا التعدي
ما يرهبنا ويخيفنا، فليعلم العالم أننا شعب لا يخاف الحروب، وأننا أبناء هذا
الجيل، فد ولدتنا أمهاتنا على لمعان نيران الحروب وعلى ضوء مدافعها، وعلى
بطاح معاركها وبريق أسنتها، ونحن امة رضعنا حب الحروب من أثداء أمهاتنا
فلن تخيفنا الحروب ولن ترهبنا النكبات، وقد تعرضنا في تاريخنا الماضي كثيراَ
إلى مثل هذه النكبات التي تألبت علينا واستمرت مئات السنين، ئم لم ترهبنا ولم
ترجعنا عن عزيمتنا.
وقد وطئا ا لنفس على أن نرد العدوان مهما كان شاًنه، فلا يطمع بنا الطامعون
من الدول الكبرى، وليعلموا انهم في إثارتهم لإسرائيل في هذ 5 الظروف علينا،
لا يستطيعون ان يحملونا على الصلح، وإنني اعتقد انني اعبر عن حقيقة واقعة،
وهي أنهم لم يجدوا في هذه البلاد ولا في أي قطر عربي آخر رجلاَ واحداَ ترض
له كرامته، وترضى له وطنيته ان يرى الصلح مع إسرائيل أو يقبل به، إ لا إذا كان
معنا 5 الموت، وإلا إذا كان معنا 5 تسليم رقابنا للجزارين الأشرار، إن الصلح مع
إسرائيل خيانة وطنية فلا يفكر أحد بأن يحملنا عليها.
ا لاستعداد قبل وقوع العدوان
"من كلمة ألقاها في جلسة المجلس النيابي بتاريخ: 8/ 2 1/ 0 95 1 ".
إن من واجب الحكومة ان تهئ الشعب للنضال، وأن تعبئ قواه الروحية
والمادية، وأن تقوي أ خلا قه، وتحارب الميوعة وا لانحلال في معيشته وسلوكه،
حتى يكون وراء جيثه المحارب على الحدود متاهباً لمد 5 بالرجال والعون حين
تحتدم ا لمعا رك دفاعاَ عن شرف ا لبلا د وسلا متها.
إن من واجب ا لحكومة ان تبدأ فوراَ بكل ما من شاًنه أن يجعل بلادنا وشعبنا
على استعداد لمواجهة كل خطر عالمي او موضعي ومواجهة كل عدوان برباطة
جأش وتمام استعداد، فهل تنوي الحكومة أن تقوم بذلك؟. . وهل يرى دولة
163

الصفحة 163