كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

رئيس الوزراء أن الوقت قد حان لمواجهة الأخطار بحزم وجرأة ومثابرة وعزيمة
لا تعرف الياس ولا الملل؟. .
يادولة رئيس الوزراء!. . لقد رأينا بأعيننا كيف كانت حكومات هذه الأمة
مشغولة عن الاستعداد للأخطار، بتوظيف المحاسيب والأنصار، والتلاعب
بالدصاتير والقوانين، والانشغال بجمع المال وتوطيد الجاه والخلود في الحكم،
حتى إذا فوجئت بالخطر الذي كان يتهيا له عدونا منذ سنوات لم يكن من اولئك
الحكام إلا أن يخدعوا الشعب ببليغ تصريحاتهم، لقد دخلوا الحرب وهم
يخدعوننا ويخفون النتيجة إلى ان هزموا. . وصدمنا. . وعندما هزموا وحلت
الكارثة بنا. . تواروا عن الأنظار وبعضهم لا يزال بافياَ على ارائك الحكم في
البلاد العربية، لم تنلهم يد بعقاب ولا محكمة بحساب، ولكنما نالهم شيء
واحد، هو لعنة الله، ولعنة هذه الأمة، ولعنة الأجيال الَاتية من بعد.
ف! ذا أردنا يا دولة الرئيس أن ننجو من مثل هذه اللعنات فلنعمل ولنستعد
ولنهئ الأمة لأخطار الحرب المقبلة. . نحن لا نريد إلا أن ندافع عن انفسنا،
فابدأ منذ الَان يا دولة الرئيس بالعمل والاستعداد، جثد الرجال، ودزب
الثباب، وقوَّ الأخلاق وحارب الميوعة، واحرمنا من بعض ماكلنا وملذاتنا،
خذ منا ما تثاء من أموال ورجال. نحن على استعداد لنعطيك ذلك كله على أن
يسلم لنا شرفنا، على ان تصان لنا حرياتنا. . على ان لا تلعننا الأجيال كما لعنت
الاخرين.
يا دولة الرئيس: أنت واعضاء حكومتك مسؤولون عن مستقبل هذا
ا لشعب، وعن صيانة حريا ته وعن ا لدفاع عن كرا مته، انتم وحدكم ا لذ ين ستحملكم
الأقدار نتيجة التفريط في الاستعداد، فحؤل منذ الَان وزارتك إ لى وزارة طوارى،
وابذل ما تسطيع لتهئ هذه البلاد للكفاح الطويل والنضال المرير، واخلص دته
عملك يؤتك الله ما تستحق من اجر وثواب وتاييد.
!!!
164

الصفحة 164