كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

صفاته وشمائله
كان السباعي طويلاَ، زاده الله بسطة في العلم والجسم، جميل الخلقة،
متناسب الأعضاء، خفيف اللحية، اشقر البشرة والشعر، بسام المحيا، مهيب
الطلعة، دائب الحركة، مع وقار لا يفارقه في سائر احواله، عذب الحديث، مع
فكاهة محببة يؤنس بها إخوانه وتلاميذه، في خفة دم، ورشاقة أسلوب، وجمال
نطق، يحس جليسه بشدة قربه منه، كأنه اب، او اخ، أو صديق حميم، لما
يتمتع به من تواضع جم، في لباسه، وهندامه، مع اناقة ظاهرة فيهما، لأنه كان
يعرف ان الرسول القائد كان يحب المظهر الحسن، والوجه الحسن، ويطلب ا ن
يكون الرسل كذلك، كما يبدو تواضعه في مسكنه، وأثاث بيته، وسيارته، وهو
ذو ذوق رفغ، يقوم على خدمة إخوانه، وضيوفه بنفسه، وبرعاهم، ويحرص
على راحتهم، ويؤثرهم على نفسه، وهو ذو إحساس مرهف، وملاحظة دقيقة،
وذكاء حاد، وبديهة نبيهة، وفطنة وفصاحة، وجراة ادبية، وشجاعة لا تعرف
الخوف،! اقدام واقتحام للمواقف الحرجة، لا يكاد يحسب للموت حساباَ،
يعرض نفسه للخطر في سبيل إنقاذ إخوانه الذين يحبهم ويفتديهم بنفسه وماله
وراحته، وكرمه كرم من لا يحسب للفقر ولما يكون في الغد حسابأ، وهو ذو
نشاط دؤوب لا يكل ولا يمل ولا يتشكى من تعب، ولا من جسامة الأعباء،
وتراه في اشد حالات الإعياء مبتسمأ، يبدا من يلقاه بالسلام، مكباَ على العلم،
وعلى الدعوة إلى الله، بقلمه ولسانه، حتى وهو مريض تتناوشه الأوجاع من كل
جانب، لأن ما يحمله من إيمان بالله، ورضا بقضائه، فوق كل وصف.
وكان عفيف اليد واللسان، منفتحأ على الَاخرين، وكان يثق ب! خوانه،
وبأكثر الناس، ولا يتهمهم في نياتهم، وكان يواجه المشكلات بحزم وعزم،
ولا يتهرب منها.
18

الصفحة 18