كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

فاهتم السباعي بالمرأة، وكتب وخطب وألف، حتى لا تكون المرأة ورقة
في أيدي العلمانِن والفسقة والفجرة من أصحاب المذاهب الهدامة، والدعوات
الغريبة المغرضة، بما لها من أموال وبرامج ومناهج مرصودة لهذا الغرض، حتى
إذا ما رحل عن سورية، خفَف عملاءه وأتباعه في الجيش والوظائف الكبيرة، في
سائر المؤسسات السياسة والتربوية والاقتصادية، ليتابعوا مهمته في تخريب
النفوس والعقول وا لأخلاق.
! - الأحزاب العلمانية التي كانت تتصارع فيما بينها، ولكنها كانت متفقة
على فصل الدين عن الحياة، هابعاده عن السياسة والتعليم والتربية، وتنادي
بمبادىْ وقيم اجتماعية مستوردة، ومنها ما جعل القومية السورية، أو القومية
العربية بديلاَ عن الإسلام، ومنها ما جعل الاشتراكية هي الدين الجديد للعرب.
عرف السباعي هذه الأحزاب، وزعماءها ومبادئها، والأيدي الخفية التي
تحركها، فتصدى لها بعزيمة من حديد، وثقافة موسوعية نادرة، وذكاء خارق،
وفكر ناضج، وعقل ضخم. .
ثانيأ: العوامل ا لإيجابية:
أ - أبوه الشيخ حسني السباعي، من أسرة عريقة في العلم، والفضل،
والوجاهة، كان خطيب الجامع الكبير بحمص، وكان فقيهاَ في الفقه الحنفي،
ومطلعاَ على المذاهب الأخرى، وكان خطيباَ مفوهأ، ومحدثاَ مؤثراَ، وعالماَ
عاملاَ، ومحبأ لفعل الخيرات، هاسداء النصح للمسلمين، هاصلاح ما بينهم
من خصومات ومشاحنات، وكان مجاهداَ، ناضل الفرنسيين المستعمرين
بلسانه وبماله وفتاواه، مطلعاَ على ما يجري في سورية خاصة وفي الوطن العربي
والعالم الإسلامي عامة، وكان يشجع الشبان على مقاومة المستعمرين، وعندما
قرر ولده مصطفى خوض الحرب ضد اليهود في فلسطين، لم يكتف بتشجيعه،
بل بذل له المال، وأرسل معه أخاه الصغير عبد الرحمن، وهو فتى في السادسة
عشرة من عمره، وكان بهذا السلوك، قدوة علمية وعملية لولده مصطفى، كما
21

الصفحة 21