كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

والأستاذ السباعي واع لما يجري حوله، ولا يؤخذ بالمظاهر الكاذبة،
اسمعه يقول:
"نحن نعلم ان الغرب، حين يتظاهر بالجزع من تزايد النفوذ السوفياتي-
على زعمه - في بلادنا، لايقصد بذلك غيرة على حقوفنا، ولا دفاعأ عن حريتنا،
فهو هو الخصم اللدود لتحررنا، واستكمال سيادتنا، وإنما يغار على مصالحه
من ان تذهب من قبضته إلى الأبد، لتكون لنا وحدنا نحن اصحاب الحق في
ارضنا وثرواتنا" (1).
وهو يرى انه لا يجوز ان يستدرج الإسلام لمحاربة الشيوعية، لمجرد انها
عفيدة مادية تحارب القيم الدينية والأخلاقية، لأن الغرب المسيحي يتبنى-
بدوره - سياسات قائمة على حسابات ومصالح مادية بحتة، ومثال ذلك: زرع
إصرائيل ذات العقيدة الصهيونية المادية، في قلب العالم الإسلامي.
ثم إن الغرب المسيحي يقف في وجه آمال الشعوب المستمرة في التحرر
وا لاستقلال.
ورخَب بالتعاون السياسي فيما بين البلدان الإسلامية والاتحاد السوفياتى
الذي يساعد البلاد العربية في مواجهتها مع الاستعمار الغربي.
ولنقرا هذه (الطرفة):
عندما كان السباعي رئيس تحرير جريدة (المنار) شنَ حملة عنيفة على
الشيوعية، على مبادئها، وسياستها، وتخريب الأحزاب الشيوعية لِلُحْمة
المجتمعات العربية، وتفكيك الأسر، دهاشاعة الإلحاد والمجون وما إلى ذلك.
وذات يوم، وفيما كان في إدارة الجريدة، رن جرس الهاتف، وإذا السفير
الأمريكي يريده للكلام، فأبى الباعي مكالمته، وعرف انه يريد ان يصطاد في
(1) وليد عبد الناصر -جريدة الحياة: 4 235 1.
29

الصفحة 29