كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وكان يزور القدس، وغيرها من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية،
ويتصل بأهلها، ويدرس أحوالهم عن كثب، ويخطب في مساجدها ومنتدياتها،
محذراَ، ومنذراَ، ومعبئاَ.
وفي المؤتمر المسيحي - الإسلامي الذي انعقد في بحمدون بلبنان "رأى
الدكتور مصطفى أن يصارح المجتمعين بأن عداء الإسلام للشيوعية لا يجعلنا
نسكت عن مؤازرة أمريكة للصهيونية، وعملها على سلب حقوق المسلمين في
فلسطين. ف! ذا كانت امريكة تسعى إلى الخير الذي جاءت به المسيحية، فمن
واجبها أن تنتصر للحق لذات الحق، أما ان تنضم جهاراَ إ لى الصهيونية، وتدعو
المسلمين إلى تأييدها في اتجاهاتها، فهذا موضع الاعتبإر.
وقد فوجن الذين عقدوا المؤتمر، بأن الفرض المستتر في نفوسهم من
انعقاده، قد تبدد بعد كلمة ا لدكتور السباعي، فسكتوا على كمد (1).
وما فتئ السباعي ينذر بخطر القضية في الكثير من كتاباته وأحاديثه
وخطاباته، في شتى المناسبات، فها هو ذا (في ذكرى الإسراء والمعراج) يقول:
يجب أن تتجه قلوب المسلمين نحو فلسطين. ويعدد مغازي هذه الذكرى
فيقول: إنها معجزة يذكرها المسلمون في مثل هذا اليوم من كل عام، ويرون
فيها دليلاَ قويأعلى عنإية الله برسوله، وعلؤ مكانته بين الأنبياء والمرسلين.
وهناك مغزى وطني: ان تحطم الأمة كل قيد. وتزيل من طريفها كل
عقبة، وأن لا ترضى بالحياة إ لا ان تكون كريمة.
وفيها مغزى اجتماعي: أن تكون حافزاَ للأمة لتحلق في اجواء الفكر
والعلم والسمو والكما ل.
اما المغزى السياسي فهو: أن لفلسطين أهمية كبرى في حيإة هذه الأمة،
وان الصلة بين مكة والقدس صلة وفتحة العرى، وان لبيت المقدس من الخطر
(1)
د. البيومي، النهضة ا لإسلامية: 3/ 477.
34

الصفحة 34