كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

في مستقبل الزمن، ما لا ينبغي أن تجهله الأمة، أو تغفل لحظة عنه.
وقد توج هذا، بخوض حرب فلسطين عام 1948 م على رأس كتيبة من
الإخوان السوريين، وقد وصفه دماخوانه الدكتور محمد الفاضل بقوله:
"ولقد شوهد السباعي، دماخوان السباعي، في حومة فلسطين - رعى الله
فلسطين - يتسعرون بالإقدام، ويتفجرون بالحمية الوطنية، ويهتفون بالتضحية،
ويجدعون بالإيمان أنف النكبة. . بينما كان الغواة المضللون، يلتهمون زاد
الأمة العربية مع الوحق، وينضجون شواءهم في حريقها" (1).
ووصفه الدكتور سعيد رمضمان، وهو يقاتل في فلسطين فقال:
- "هذا المزيج العجيب قد خبرت من أمره فيما بعد، روائع أثناء صحبة
الجهاد المسلح على خط النار، فإذا هو - من حول بيت المقدس - يتحدى
العدوان والغدر، ويقاتل قتال من حِرْفَتُه الحربُ وطلبُ الموت، لا من قضى
زهرة عمره في أكناف ا لأزهر، بين المتون والحواشي ومذاهب الاراء " (2).
4 - موقفه من الغرب والتغريب:
يرى السباعي أن كلأً من الراسمالية، والشيوعية، نتاج للحضارة الغربية،
لىليها ينتميان، وهي حضإرة مادية لم تل! ث الاحتياجات الروحية للبشر.
فالشيوعية عقيدة مادية تحارب القيم الدينية والأخلاقية، وكذلك الغرب
المسيحي، يتبنى بدوره سياسيات قائمة على حسابات ومصالح مادية بحتة،
وضرب مثلاً على ذلك، بزرعه (إسرائيل) في قلب العالم العربي، وهي ذات
عقيدة صهيونية مادية. كما أن الغرب - ومنه إسرائيل - يمارس سياسة عنصرية
ضد غيره من الشعوب، فحضارة الغرب مادية تحكمها المصالح لا المبادى
والأخلاق، والغربيون - على الإجمال - قوم ماديون، ينحصر تفكير جمهورهم
(1)
(2)
مجلة حضارة ا لإسلام - العدد الخاص عن السباعي، ص 2 2 4.
مجلة المسلمون -س 9 ع: 3 - ص 2 0 2.
35

الصفحة 35