كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

في تحسين معيشته، أو الحصول على كسب مادي اكثر، بصرف النظر عن
المبادى والأخلاق.
يقول السباعي:
"زرت أوروبة أكثر من مرة، وزرت الاتحاد السوفياتي وبعض بلدان
أوروبة الشرقية، وفي هذه الرحلات كلها، اتيح لي أن أتعرف على حقيقة الحياة
الاجتماعية في العالم الغربي والعالم الشيوعي، وقد خالطت فيها مختلف
الطبقات، وكنت حريصأ أن أستفيد من كل ما أرى وأسمع، وأن أنظر إ لى ا لأمور
نظرة باحثِ منصف.
ومع أني أعجبت بكثير من مظاهر الحياة في أوروبة الغربية وفي العالم
الشيوعي فإن الذي اقتنعت به، أن الحضارة الغربية بقسميها: الرأسمالي
والشيوعي، حين أهملت الروح في بناء اسسها الحضارية، أفقدت الإنسان
مناعة كبرى ضد القلق والاضطراب، وأن الشيوعية زادت على ذلك، أنها
أفقدب الإنسان مثله العليا التي تتخطى حدود الحياة المادية من أكل ولب!
ومسكن. لقد اقتنعت بأن الإنسانية تنشد حضارة من طراز آ خر تجد فيها استقرارها
النفسي، ولا تفقد فيها مُثله! العليا " (1).
ولمن أراد المزيد من الشرح والتفصيل، فليرجع إلى كتابه القيم (من
روائع حضارتنا) ففيه توضيح وتوكيد لهذه الحقيقة، ونرى مثل هذا في كتبه
الأخرى، وفي مجلته (حضارة الإسلام).
لقد طاف ا لسباعي في عدد من ا لدول الغربية وا لشرقية، وعرف المستشرفين
عن قرب، وعلم ما تخبئه صدورهم من أحقاد دفينة ضد الإسلام والمسلمين،
وخبرا لحياة ا لغربية، وا تخذ موقفه منها عن علم.
أذكر للسباعي العليم، محاضرة له في مركز الإخوان بباب الجابية بدمشق
(1) اشتراكية ا لإسلام، ص 18 - 9 1.
36

الصفحة 36