كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

عام 5 95 1 م عن أحقاد الغربيين على الإسلام والإسلاميين الدعاة إلى الله، وأنهم
يثيرون الحكام على الإسلاميين، وقد استجاب لهم الحكام، وفي مختلف
الحكومات على اضطهاد أبناء الحركة الإسلامية، (المتعصبين للإسلام ضد غير
المسلمين) ثم قال: من منا المتعصب؟ نحن أم هم؟
واستشهد على تعصبهم علينا بحادثتين:
الأولى: رواها له الدكتور معروف الدواليبي عندما كان طالباَ في فرنسة،
فقد زعم أستاذ 5 الفرنسي أن الإسلام يسمح للدائن أن ياخذ من المدين المعسر
أحد أعضائه وفاء لدينه، وعندما سأله الدواليبي عن المرجع الذي استقى منه
هذه المعلومة وسواها، أجابه بان لديه عدداً من المصادر والمراجع الفقهية
والتاريخية التي تذكر هذا، ولكنه لم يستطع أن يذكراسم كتاب واحد، وتحت
إلحاح الدواليبي، وعد 5 أستاذه بان ياتيه باسمائها في المحاضرة القادمة، ولكنه
لم ياتِ بشيء، وزعم أنه نسي الموضوع، وأخلف مرات، عندها قال له
الدواليبي أمام الطلاب جميعاً: إن ما قلته - يا آستاذي - محض افتراء على
الإسلام وكتب المسلمين.
الثانية: رواها له الأستاذ أبو الأعلى المودودي، وتتلخص في أن رئيس
الجامعة الأمريكية في بيروت دعاه لإلقاء محاضرة في الجامعة (1955)، عن
فساد النظرية الاقتصادية الماركسية، وحضر جمهور غفير غصت بهم قاعة
المحاضرات، من المثقفين والسياسيين والمفكرين، وعندما أعلن المودودي -
وهو على المنصة - عن موضوع محاضرته، وهو (مقارنة بين النظرية الاقتصادية
الماركسية، والنظرية الاقتصادية في الاسلام) وقال: وسوف ترون أن النظرية
الإسلامية تتفوق -بكثير -على النظرية الاقتصادية الماركسية. يقول المودودي:
في هذ 5 اللحظة، فطعوا التيار الكهربائي، وغرقنا في الظلام، ووقف رئيس
الجامعة يعتذر إلى الجمهور عن هذا الخلل، ودعاهم إلى الانصراف، ئم قادني
إ لى غرفته المجاورة، وقبل أن أبدي استغرابي واحتجاجي، بادرني بقوله:
37

الصفحة 37