كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

"نحن طلبنا منك ان تتحدث عن فساد النظرية الماركسية في الافتصاد،
وفصورها عن تحقيق السعادة للبشرية، وألْت تريد أن تبرهن لنا على تفوق
النظرية الافتصادية في الإسلام، على النظرية الاقتصادية في الماركسية ".
وسكت رئيس الجامعة برهة ثم تابع بوقاحة: "نحن نفضل أن تحكمنا
النظرية الماركسية والماركسيون، ولاتحكمنا النظرية الإسلامية وا لإسلاميون ".
وقال السباعي: "هاذا كان المانع - من الاستفادة من الإسلام وحضارته-
هو الخوف من أن يرمينا الغرب بالتعصب، فهو خوف (قاتل) إنه يمنعنا من أ ن
نحكم البناء كما ينبغي، وكيما يدوم طويلاَ.
لقد كان الغرب يحاول ان يمنع حركتنا التحريرية من المضي في طريقها
بتهمة (التعصب الوطني) وكان يخاف من ذلك ضعاف الإيمان بوطنهم وبأمتهم،
ولقد مضى هؤلاء إ لى سبيلهم، واستقا مت حركتنا التحريرية، وآتت ثمارها، منذ
نشأ فينا جيل من القادة لا يخاف من تهمة (التعصب الوطني) بل يباهي بها، وتهمة
(التعصب الديني) هي من تلك المحاولات التي يحاول بها الغرب أن يمنعنا من
البناء القوي المتكامل.
إن الغرب متعصب لنفسه، في كل ما يعود عليه بالخير، متعصب علينا
في كل ما يعود علينا بالخير.
فلنمضِ في طريقنا، غير مصغين إلى ذلك المتعصب للباطل، ليمنعنا من
الأخذ بالحق " (1).
احتدَ الصراع بين تيار العريب الوافد مع ا لاستعمار، ومن بلاد ا لمستعمرين
من جهة، وبين السباعي داعية العروبة والإسلام المتمسك بالقيم العربية
وا لإسلامية، الرافض لمظاهر العر يب في الئقافة والفكر، وفي ا لحياة ا لاجتماعية
التي أرادها المستغربون خروجاَ على تلك القيم. . من جهة اخرى
(1) اشتراكية الإصلام، ص 0 2.
38

الصفحة 38