كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وكان الصراع الأيديولوجي عنيفأ بين السباعي، ممثل الطليعة المؤمنة،
وبين المستغربين والمستشرقين من اليمين واليسار على حد سواء، وقد أبلى
السباعي أروع البلاء في هذا الصراع.
5 - موقفه من القومية العربية:
الأمة العربية حاضنة الإسلام، وعلى أرضها ظهر، ونبي الإسلام عربي،
والقرآن بالعربية نزل، وفي جزيرة العرب: البيت الحرام، والمسجد النبوي،
وفي بلاد العرب: المسجد الأفصى الذي بارك الله فيه وفيما حوله، وفي بعض
الَاثار ان لغة أهل الجنة هي اللغة العربية، والخلفاء الراشدون عرب، والقادة
الفاتحون عرب، وأكثر العلماء والأدباء والتابعين والصالحين والشهداء من
العرب، وتراث الإسلام مكتوب باللغة العربية، والحضارة العربية من حضارة
الإسلام، بل هي نفسها حضارة الإسلام. .
ولهذا كان للعروبة مكانة رفيعة في نفوس المسلمين عامة، والإسلامييق
خاصة، ولدى السباعي بشكل اخص، وكثيراَ ما كان يطرب اسماع المستمعين
لخطبه بهذا النداء الحبيب: يا ابناء العروبة والإسلام. . دائمأ يقرن العروبة
بالإسلام، والإسلام بالعروبة، في كتاباته، وخطاباته، ومحاضراته، وأحاديثه
ا لعادية. .
ولهذا اهمه العرب، كما أهمه المسلمون، وناضل من أجل أن تتحرر
الأقطار العربية من الاشعمار، وساعد قادة التحرر، وايد الجامعة العربية،
وقدم رايه من اجل النهوض بها، لتكون فعالة، ونادى بالوحدة العربية تحت راية
الإسلام، ثم ايد الوحدة السورية - المصرية، برغم كل الجراح التي أنزلها النظام
الناصري به وب! خوانه في مصر.
وخلافأ لمفكرين إسلاميين آخرين، تشككوا من الجذور الغربية للقومية
العربية، فقد عبر السباعي عن دعمه لها، مع التاكيد على انها لا تعني تعصباَ
قوميأ او طائفيأ، بل هي مفهوم لوطن داخل حدود الحضارة الإسلامية.
39

الصفحة 39