كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

ورأى أن القومية العربية لا يمكن أن تنقطع عن الماضي، بل إفها تستمد
منه عناصر قوتها ومنعتها، وفي ا لماضي تراث وحضارة، فما ذا يمنع من ا لاستفادة
منهما؟.
ليزعم في شأنهما وقيمتهما من شاء ما شاء، فلن يستطيع أحد أن يزعم
أنهما غثاء لا خير فيهما، أو انهما ماتا مع الزمن الذي مضى. فلماذا لا نستفيد
مما فيهما من خير وحياة؟.
وكان يرى أن تقوم القومية العربية على أساس من قيم الإسلام الروحية،
وتعاليمه الأصيلة، وتراثه الحضاري الخالد، ورفض أن تكون وعاء للعلمانية،
أو أن تكون بديلاَ ل! سلام، كما ينادي البعث والقوميون العرب.
كما يرى أن الأمة العربية المسلمة هي وحدها المؤهلة للنهوض بالدور
الحضاري المرتقب، لحمل حضارة الغد، وعليها أن تأخذ بالأسباب لتحقيق
ذلك، لأن المسلمين يحملون عقيدة من أرقى العقائد التي تسهم في بناء
الحضارات، فهي عقيدة علم تحترم العقل، وتدفعه دفعاَ حثيثاَ وراء المجهول
ليصير معلوماَ. وهي عقيدة خلق إنساني معتدل كريم، يتجافى عن التفريط في
العدالة، وعن الإفراط في الرحمة، وهي عقيدة تشريع يهدف إلى اليسر،
ويتوخى المصلحة للفرد والأمة والإنسانية، وذات روحانية إيجابية بناءة.
6 - موقفه من المراة:
كان اهتمام السباعي بالمراة كبيراَ، وكان تقدير 5 لدورها في الحياة عامة،
وفي الدعوة خاصة، عالياَ، فأول من أسلم امرأة (خديجة رضي الله عنها) وأول
سهيد في الإسلام امرأة (سمية زوجة الشهيد ياسر) وشاركت المسلماتُ
المسلمين في تحمل الأذى من المشركين، فهاجرت أربع منهن في الهجرة
الأولى إلى الحبشة، وهاحرت إحدى عثرة مجاهدة في الهجرة الثانية، كما
هاجرن إلى المدينة مع المهاجرين، وقاتلت نسيبة بنت كعب الأنصارية
(أم عمارة). . تركت سقاية الجرحى، وانبرت تقاتل بالسيف، وترمي بالنبل،
40

الصفحة 40