كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الاجتماعية التي تنثأ عنه، وللمخالفات الصريحة لَاداب الإسلام " (1).
ومن أراد الوقوف على تفصيلات آراء السباعي في المرأة ككل، فليرجع
إلى كتابه القيم: (المرأة بين الفقه والقانون) ففيه شفاء لما في الصدور.
7 - موقفه من الشيعة:
يرى السباعي أن الوفت قد حان لتقارب المسلمين، وتفاهمهم وتعاونهم،
بعدما مضى وانقضى ما كنا نختلف عليه، فقد انتهت كل عوامل الفرقة. يقول:
"ومن الواضح أن السبب الذي بدأت به الفرقة، وهو الصراع حول الأحق
بالخلافة، ورئاسة الدولة، لم يعد موجوداً في عصرنا هذا، بل منذ عصور كثيرة،
فقد أصبحنا جميعاً تحت سلطة المستعمرين، فلم يبق لنا ملك نتفاتل عليه،
ولا خلافة ختلف من أجلها، وذلك مما يقتضي جمع الشمل، وتقريب وجهات
النظر، وتوحيد كلمة المسلمين على أمر سواء، وإعادة النظر في كل ما خلفته تلك
المعارك من أحاديث مكذوبة على صحابة رسول الله وأصفيائه، وحملة شرعه،
وحاملي لوائه0
وقد بدأ علماء الفريقين في الحاضر يستجيبون إ لى رغبة جماهير المسلمين
في التقارب، ودعوة المفكرين إ لى التصا في، وأخذ علماء السنة بالتقارب عمليأ،
فاتجهوا إلى دراسة فقه الشيعة، ومقارنته بالمذاهب المعتبرة عند الجمهور، وقد
أدخلت هذ 5 الدراسة المقارنة في مناهج الدراسة في الكليات، وفي كتب
المؤلفين في الفقه الإسلامي، دمانني شخصياً - منذ بدأت التدريس في الجامعة-
أسير على هذا النهج في دروسي ومؤلفاتي " (2).
"ولكن الواقع أن أكثر علماء الشيعة لم يفعلوا شيئاً عملياً حتى الَان، وكل
ما فعلو 5 جملة من المجاملة في الندوات والمجالس، مع استمرار كثير منهم في
(1)
(2)
المراة بين الفقه والقانون، ص 1 6 1.
السنة ومكانتها في التثريع الإسلامي، ص 8.
43

الصفحة 43