كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

سب الصحابة، وإساءة الظن بهم، واعتقاد كل ما يروى في كتب أسلافهم من
تلك الروايات والأخبار، بل إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع
التفريب، فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة، إذا هو
يصدر الكتب الميئة بالطعن في حق الصحابة، أو بعضهم، ممن هم موضع
الحب والتقدير من جمهور أهل السنة " (1).
"ولو أنك قرأت وسمعت ما يكتبونه ويفولونه في مجالسهم في حق
هؤلاء الأصحاب لقلت: إنهم - أي الصحابة الكرام -أشبه ما يكونون بعصابة من
اللصوص وقطاع الطرق، لا دين لديهم، ولا ضمائر عندهم تردعهم عن الكذب
والتامر والتهالك على حيازة الدنيا، وحيازة ا موالهم ولذائذها" (2).
"لو سألتهم: فيم هذا كله؟ لما كإن لهم إلا جواب واحد: إننا ندافع عن
حق سلب من أصحابه! " (3).
ثم يتساءل بمرارة:
"هل في تاريخ العالم كله، أن أمة شغلت بنزاع بين أجدادها، مضى منذ
أربعة عثر قرناَ، وفد انتهوا إلى ذمة الله، وهو وحده الذي يحكم بينهم فيما كإنوا
فيه يختلفون؟.
هل في العالم اليوم، أمة تحترم نفسها، وتغإر على كرامتها، تشغل
بخلاف عفا عليه الزمان، وعن أخطار محدقة بها من كل مكان؟ " (4).
"فهلا اَن الأوان لأن تقوم فينا مجامع ومؤسسات، لتتبع آثار المؤامرات،
وأهد افها، ووسائل تنفيذها! " (ْ).
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص 9.
المرجع السابق، ص 8.
المرجع السابق، ص 62 4 0
المرجع السابق، ص 62 4.
المرجع السابق، ص 63 4.
44

الصفحة 44