كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

"وهل لنا ان ننادي جميع عقلاء المسلمين ومفكريهم وكتابهم، ممن
لا يتاجرون بالخلافات المذهبية، بأن يلتقوا من جديد، على كلمة سواء: ا ن
يدفنوا اثار الماضي كله، وأن يعملوا على ما يدفع عن امتهم الأخطار المحدقة
بهم من كل مكان، متعاونين بصدق لىخلاص، تعاون الذين لا تعرف الأهواء
إلى فلوبهم سبيلأ، ولا الدسائس إلى عقولهم منفذأ، وأن يجعلوا قدوتهم محمدأ
-لمجير، وهدفهم تخليص المسلمين من أوزارهم وأغلالهم وتبليغ رسالة الإسلام،
ونشر هدايته ونوره في العالمين، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدَين كله دئه. .
اللهم إننا بلغنا فاشهد" (1).
8 - موقفه من الطائفية:
يقول السباعي:
"إذا كان المانع من الاستفادة من الإسلام وحضارته، خوفنا من أن يعود
التعصب الطائفي إلى الوجود، فذلك خوف باطل، لأن ذلك المتعصب لم نصفه
نحن، ولم يكن له وجود يوم تسلمت قيادة حضارتنا الأيدي الطاهرة، والعقول
النيرة، والنفوس المخلصة في إيمانها. ونحن لا نريد أن تقودنا اليوم غير أمثال
تلك الأيدي والعقول والنفوس " (2).
ويرى السباعي ان الدعوة إ لى ترك ا لدين كعلاج للطائفية، غفلة قا تلة لا تقع
فيها امة واعية، ثم إن الفرق بين الدين والطائفية، هو فرق ما بين العلم والجهل،
والحق والباطل، والخير والشر، والإيمان والعصيان "الدين إخاء وتعاون
ولقاء، والطائفية عداء وتقاطع وجفاء. الدين حسث ورحمة وسلام، والطائفية
كره وقسوة وخصام. . الدين وفاء وحسن خلق وسلام، والطائفية غدرٌ وسوء
خلق، وخبث نفس، وقذارة يد. . الدين شرعة الله ورسالته، والطائفية شرعة
الشياطين ووسوستهم. . الدين هداية الرسل إلى الله، وطريق الناس إلى الجنة.
(1)
(2)
السنة ومكانتها في التثريع الإسلامي، ص 63 4.
انظر: اخلافنا ا لاجتماعية، ص 89 - 0 9.

الصفحة 45