كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

جماعته، فأغلق مراكزها، ووضع رجالها تحت المراقبة الشديدة، ثم أخرجه
من السجن، وابعده عن البلاد.
كان السباعي ضد سائر اشكال الاستبداد، وقد انكر علة من زعم ان السيد
جمال الدين الأفغاني كان يقول: "ما أحوج الشرق إلى مستبد عإدل" إ ذ
لا يمكن ان يجتمع الضدان: الاستبداد والعدل.
إنه يقر بتعددية سياسية قائمة على مدارس فكرية متعددة، حتى لو كانت
تمس بالعقيدة الإسلامية (1) ويكون تفنيدها، بالرد عليها، وبيان زيفها وبطلانها،
بالحجة والبرهان، وميدان هذا النقاش هو الكتب، والحلقات الدراسية،
والمجال! العلمية فحسب، لا السيف ولا السجن (2).
هذا لأن النظام الإسلامي - عنده - شوري، مدني، يعتمد على الانتخاب،
وشمعى لتحقيق العدل بين الناس، والناس أحرار في نقد الحاكم، وعدم طاعته
إذا أمر بمعصية الخالق (3).
1 1 - موقفه من الاقتصاد:
كان الإصلاح الاقتصادي من أولويات ا لسباعي، لأن ا لاستقلال الاقتصادي
اساس للاستقلال ا لسياسي، وبا لإصلاح ا لافتصا دي ا لذي شرح نظريته في إ سهاب
وتفصيل في كتابه ا لبديع (اشتراكية الإسلام) تتجنب ا لبلاد ما نادى به الاشتراكيون
فيما دعوه (الصراع الطبقي) ا لذي يفرق ا لشمل، ويمزق ا لشعب.
ولهذا شكل (الجبهة الاشتراكية الإسلامية) في برلمان 0 95 1 ودع! إلى
سن قوانين اقتصادية تحول دون الصراع الطبقي، وتقارب بين الفئات الغنية
والفقيرة، وهو يرى "أن اشتراكية الإسلام لو طبقت في مجتمعنا، لاستفاد منها
(1)
(2)
(3)
اشتراكية الإسلام، ص 82.
اشتراكية الإسلام، ص 84.
باروت - مرجع صابق، ص 0 2 1.
47

الصفحة 47