كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

جميع المواطنين، من مسلمين ومسيحيين، إنها ثروة تشريعية رائعة، لو أشرفت
على تطبيقها عقول مرنة، نيرة، لكان لنا منها أروع نظام يستهوي القلوب
والأنظار، فمن الخطأ الكبير تجاهلها في نهضتنا الحاضرة " (1).
2 1 - موقفه من البدع:
ولد مصطفى السباعي ونشأ وترعرع في بيت علم ودين، يتلى فيه القرآن
العظيم، وتقام مجالس العلم، ويدور النقاش حول فضايا فقهية، وحديثية
متنوعة، والسباعي الفتى يسمع ويعي ما يسمع، ويتشبع بروح الإسلام،
وحقائقه الصافية النقية، ثم يخرج إلى مجتمع المسلمين، فيهوله ما يرى من
جهل، وبدع، ما عرفها الإسلام، ولا أقرها العقل، فبادر إ لى انتقادها علناَ وعلى
رؤوس الأشهاد، فثار عليه من ثإر من الجهلة المتخلفين المبتدعين في الدين،
المسيئين إلى عقيدته وعباداته، ولكنه لم يأبه لهم، وسار في طريقه اللاحب،
غير هياب ولا وجل، حتى قضى على كثير منها، نذكر منها بدعتين:
1 - خميس المشايخ:
"كإن الصوفيون يجتمعون في حمص في يوم خميس من شهر نيسان من
كل عام، أسمو 5 خميس المشايخ الصوفية، مع أعلامهم وطبولهم، ويجري فيه
كثير من الباع والمخالفات الشرعية، وكإن السباعي يتصدى لهم بخطبه
ومحاضراته لمنع تلك البدع، حتى أطلقوا عليه لقب (ابن تيمية الصغير)، لأنه
كإن ينكر، كما كان ابن تيمية ينكر من قبل، تلك الباع التي لا تمت إلى الإسلام
بصِلَة.
وقد لقي السباعي العنت والاتهام بإلإلحاد والمروق من الدين بسبب هذه
المواقف، كما حاولوا قتله أكثر من مرة.
وقد أعانه أبوه ووقف معه في هذا" (2).
(1)
(2)
اشتراكية الإسلام، ص 9 1.
زهير الثإويش -هامش في كتاب (ا لسنة ومكانتها في ا لتشريع ا لإسلامي: ج - د.
48

الصفحة 48