كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الئور وا لنار، وهي ا لقوة وا لحيا ة، فكا فأك ا لعرب وا لمسلمون بالدبئ وا لإعجا ب،
وعافبك المستعمرون بالتشريد والاغتراب 0 0 اما هؤلاء فقد راوا بأعينهم ا ن
ما بيْتوه لهذه الأمة من كيد افسدته عليهم الأقدار، واما أنت، فلقد رأيت في
حياتك ثمرة جهادك. . لقد رايت اوطان العروبة تحطم القيود، وتسير نحو
المجد، وبلاد الإسلام تسري فيها هزة عنيفة من اليقظة والوعي والنهوض،
وها انت يا أبا غالب، تُدفن في ارض تحررت من الأجنبي، فلم يبق له فيها جش
ولا مستشارون، ولا سلطة ولا أمر، ولطالما أعلنت على جش الاستعمار
وسلطانه حرباَ عواناَ، وكنت لامال قومك في الجلاء حجة وتبياناَ. ولو قُدر لك ان
تعود إلينا لحظات، لرايت هذه الجموع تبكيك بكاء الثكلى، ولرأيت في بلاد
العروبة والإسلام مناحات وماَتم، وقد خفف نعيك في كل عين دمعة، وفي كل
قلب حسرة، وفي كل نفس زفرة، فسلالم عليك في الأولين، وسلام عليك في
الاخرين، وسلام عليك إ لى يوم ا لدين!.
ثم التفت إلى المشيعين وقال:
"يا أيها المسرعون بفقيد العروبة والإسلام تمهلوا فليلاَ. . رويدكم
لا تعجلوا. . إنكم لا تحملون على اعناقكم رجلاَ، وإنما تحملون جيلاَ من
المفاخر، اعيا التاريخ إحصاؤها وتسجيلها.
هانكم لا تدفون إنساناَ كسائر الناس، إنما تدفنون امة، وتغئبون في
أطباق الئرى اَمال شعوب، ورجاء اجيال، كانت كلها ترى في الأمير إمامها،
وعلمها، وباعث نهضتها، ومبدد ظلمات حياتها ".
ونختم هذه الخطبة المرتجلة الرائعة بقوله:
يا روج الفقيد العظيم!
انطلقي اليوم في دنيا الخلود، فلطالما كنتِ في هذه الدنيا حبيسة سجينة،
وغزدي ما شئتِ أن تغردي، فلطالما كان تغريدك في دنيا نا املاَ، وبعثاَ، ها يقاظأ.
وانطلقي -يا روج الفقيد- في عالم لا يعرف الظلم، ولا البغي، ولا المكر،
57

الصفحة 57