كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

جزيرتهم، فجعلتهم - وهم الحفاة العراة - وجهاً لوجه امام المتحضرين
المترفين، ئم لم يكن النصر إلا لهم، ولم يكن الخلود إ لا إكليلاً على رؤوسهم
وحدهم.
لقد وقفنا في التاريخ وجهاً لوجه مع اعداء الحق والانسانية، فانتصرنا
عليهم، وكخا افقر الناس، وكانوا اغنى الناس. . انتصر الفقر على الغنى،
والبداوة على الحضارة، والصحراء على العواصم، لأننا كثا نحمل وراء مظاهر
الفقر والبداوة عقولاً متحررة من الخرافة، وفلوبأ ممتلئة باليقين، وبصاثر
لا ترى الحياة من خلال الخمرة والمرأة والدرهم والدينار، لىنما تراها من
خلال الخلق الكريم، والرجولة ا لنبيلة. 0 إ نها بصائر لا تمتد إ لى تراب وأحجار،
بل إ لى جثة عرضها ا لسما وات وا لأرض، تجري من تحتها ا لأنهار " (1).
ومثال ثالث على خطابته، هذه الشذرات من خطابه التاريخي الذي القاه
في (مؤتمر الجمعية الإسلامية لنصرة الجزائر) في لندن: "إننا - نحن العرب
والمسلمين - قد أفقنا على واقع مؤلم في بلادنا، وفي اَذاننا صوت الإسلام
ينادينا، فيطالبنا بالعمل في سبيل حياة سعيدة كريمة، وأمام أبصارنا امم تحرص
على حريتها ببذل الغالي والثمين من شبابها ودمائها، فصفمنا على ان نتحرر،
وعلى أن نعيش في بلادنا، نقرر مصائرنا بأنفسنا، ونساهم في بناء الحضارة
الانسانية التي تخفص العالم من آفات الفزع والقلق والطلم والاستغلال، وقد
تحررت منا أقطار ولا تزال أقطار رازحة تحت وطأة الاستعمار، محرومة من
التمتع بخيراتها، والإشراف على شؤونها، ف! ذا وقفت الجزاثر اليوم وقفتها
الجئارة، تريد أن تنال استقلالها، لىذا وقف العرب والمسلمون في فضية
فلسطين، يريدون تحريرها واستردادها، وإذا قامت في كل بلد عربي أو إسلامي
حركة من حركات التحرر، فثقوا أننا جاذون غير هازلين، واننا لن نعْمض أعيننا
للنوم مرة أخرى.
(1) جريدة الشهاب: 0 7.
59

الصفحة 59