كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

إن القوى الاستعمارية قد تتغفب على جهودنا وحركاتن! فترة من الزمن،
ففرنسا قد تتغفب على ا لجزائر ا ليوم، ولكننا نصارحكم القول، بأنه من ا لمستحيل
ان تظل فرنسا إ لى ا لأبد، تحتل ا لجزائر، وتجعل خيراتها نهباً مقسماً بين الفرنسيين
المقيمين فيها. . إن من المستحيل ان يعود الاستعمار إلى التحكم في مصاترنا،
كما كان من قبل، وسنستمر في المكافحة لكل استعمار، ولكل عدوان، حتى
ينتصر حقنا، وتعود إلينا حريتنا. . ف! ذا اردتم السلام - ايها الغربيون الأحرار-
فاصنعوه بأيديكم لا بألسنتكم، اصنعوه بنصر الحق، وتفهم الواقع، ولو كان مُزاً
على نفوسكم. . اصنعو 5 بالخضوع إ لى الله فيما امر من العدل، ونهى عن الظلم،
لا بالخضوع للشيطان فيما يوسوس به من بغي، وما يزينه في النفوس من جشع
ونهم وعدوان. . حققوا السلام في نفوسكم ونفوس قادتكم، قبل ان تدعوا
شعوبن! إليه.
إن المعتدي السفاك للدماء، لن يكون أبداً من ابطال السلام، فكيف
تريدونن! على أن نؤمن بدعوتكم للسلام، وأنتم تؤئدون فرنسا في عدوانها
الوحثي على شعبنا في الجزائر، وتتجاهلون حقنا في فلسطين، وتسمحون
بقيام دولة معتدية على حسإب تشريد شعب من ارضه، وتجريده من ثروته،
وتعريضه للموت، او للجوع والأمراض!.
ثم يهتف عالياً:
يا أصدقاءنا الأحرار في عالم الغرب.
تعالوا ننقذ الموقف قبل أن يفلت زمامه من أيدين! وأيديكم.
تعالوا نعمل للحن، ونمتثل لأوامر الله.
تعالوا نهتف للحرية والأحرار.
تعالوا نهتف لشعب الجزائر المكافح، ولأبطاله المجاهدين " (1).
(1)
جريدة الشهاب العدد (4 5) في 17/ 0 1/ 1375.
60

الصفحة 60