كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

أبو الفقراء والمسا كين
كان السباعي بمثابة الأب الحاني لسائر الفقراء والمساكين والمحتاجين،
والمعوزين والعجزة والأيتام وا لأرامل، ومن يشبههم من ابناء ا لمجتمع ا لسوري،
قد أهفته أمورهم، وشغلته قضاياهم، في وقت مبكر من حياته الخصبة المليئة
بجلائل الأعمال، فقد حارب سائر اشكال الظلم الاجتماعي، وحاول إصلاح
الخلل في المواضعات الاجتماعية الجائرة، فعمل على القضاء على البطالة
السافرة والمقثعة، وعلى معالجة مشكلة غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار،
ومحدودية الدخل، وغلاء الإيجارات، وقانون الإيجار، ومكافحة الجهل،
وا لجوع، وا لبؤس، وا لمرض، وا لأمئة، فأنشأ ا لمدارس الليلية للفقراء، وخصص
يوماَ للفقير في كل عام، وانشأ لجانألجمع التبرعات والإعانات، وتوزيعها على
المحتاجين، وشكل لجنة دائمة لذلك، أطلق عليها اسم (اللجنة التعاونية) وكان
حربأعلى سائر اشكال التخلف في الريف والأحياء الفقيرة في المدن، وقد انشأ
عدة لجان لذلك، كاللجنة الثقافية، ولجنة مكافحة الأمية، واللجنة العمالية،
واللجنة الطلابية، واللجنة الطبية، والجمعيات الخيرية، وتبنى مفهوم الاشتراكية
الإسلامية منذ عام 1949 م عند-ما كان عضواَ في الجمعية التأسيسية التي صاغت
الدستور السوري عام 0 195 م، وعندما صارت هذه الجمعية برلمانأ شكّل
(الجبهة الاشتراكية الإسلامية) منطلقأ من أن الإصلاح والعدل الاجتماعيين
يمثلان ركيزتين اساسيتين للفكر الإسلامي الذي يدعو إليه الإخوان المسلمون،
ويتبنونه.
وقد دعا في كتابه القيم (اشتراكية الإسلام) إلى التكافل الاجتماعي لسد
الاحتياجات المادية والأدبية للفقراء، واليتامى، والمسنين، والعجزة، ومن
61

الصفحة 61