كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

أرهقتهم الديون (الغارمين) والمحتاجين إلى السكن، وأبناء السبيل الذين
انقطعوا عن أهلهم وبلادهم، والعزاب الذين لا يجدون المال الذي يوفر لهم
حياة زوجية كريمة.
وكان يرى أن تنهض الدولة بكفالة هؤلاء، وإن لم تكف مواردها، فلها أ ن
تصادر ما هو ضروري ولازم للحياة الكريمة، في مجتمعنا الذي ينبغي أن يتصف
بالكفاية والعدل، ويوفر الحرية والكرامة لسائر المواطنين.
وعلى الدولة أن تقضي على كل الأسباب التي تحول دون ذلك، عليها أ ن
تقضي على الاحتكارات، والربا، والقمار، وسائر أشكال الظلم، والفساد
الإداري.
مع العمل والعمال:
شرح السباعي - في كثير من كتاباته - قيمة العمل في الإسلام، وحضه
عليه، وتكريم العمال، ولذا دعا السباعي إلى إنصاف هذه الشريحة الكبيرة من
العمال، ورفع مستوياتهم المادية، والاجتماعية، والخلقية، ونافش قانون
العمل في البرلمان، وأثناء وضع الدستور السوري عام 0 95 1 م الذي كان "أول
دستور عربي يتحدث عن شؤون الفلاحين، والعمال، والضرائب التصاعدية،
وتحديد الملكية الزراعية، والضمان الاجتماعي " (1).
"وقد ظل دستور 1950 م أرقى من كل الدساتير المؤقتة والدانمة التي
أخرجتها الديكتاتوريات العسكرية، والأنظمة العربية حتى الَان " (2).
وكان للسباعي تأثيره وفاعليته أثناء مناقشة قانون العمل. والنص على
حقوقهم، كتحديد ساعات العمل، وتأمين العمل لمن لا يجدونه، وحماية
حقوق العمال، وضمان مصالحهم، وزيادة أجورهم، وتحسين ظروف عملهم،
(1)
(2)
مذكرات أكرم الحوراني: 2/ 1 23 1.
المرجع السابق: 2/ 232 1.
62

الصفحة 62