كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وتحسين اوضاعهم المادية، برفع اجورهم، لتتناسب مع ما يقدمون من جهد،
والارتقاء بهم اجتماعياَ وصحياً وعفلياَ، وطإلب ب! عطائهم عطلات كافية،
ووقف ضد التسريح التعسفي، وطإلب بسن قوانين تكفل لهم كل ذلك،
وتحميهم من عسف ارباب العمل، وقد طإلب هؤلاء بأن يدفعوا للعمال رواتب
تتناسب وطبيعة العمل الذي يقومون به، وإذا لم يكف الراتب في سد حاجة
العامل، فعلى الدولة تغطية احتياجاته.
هذا وقد بادر السباعي إلى فتح المدارس الليلية المجانية للعمال، وقد
تخرج في تلك المدارس عدد من النابهين، كان منهم قضاة، ومحامون،
واساتذة جامعات، ومدرسون.
وخصص السباعي ركناَ للعمال في جريدة (المنار) وجريدة (الشهاب) من
اجل حل مشكلاتهم، وخصص محامياً لذلك، وكان يُعْنى في هذا الركن بالدفاع
عنهم، ونشر اخبارهم، ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم.
وكتب المقالات، وحاضر في المركز العام ل! خوان وفي سواه، من اجل
توعية العمال، وتسييسهم، حتى لا يعيشوا على هامش الحياة.
مع الفلاحين:
كان السباعي يأسى لحال الفلاحين البسطاء الذين يلقون كل الوان الظلم
والعنت على ايدي ملاك الأراضي، الذين كانوا يسرقون جهود الفلاحين،
ويستخدمونهم ونساءهم وأولادهم فيما يليق ولا يليق.
احزنه حال الفلاحين، فقرر أن يصدع بما أمره الله به، من رفع الظلم عن
عباد الله الذي كزم الإنسان، فكان حرباَ على التخلف والحياة البائسة في الريف،
فبادر إلى تشكيل لجان طبية، من اطباء وممرضين وعلماء، يحملون معهم
الدواء والطعام، ويخرجون إلى القرى والأرياف أسبوعيأ، ليعالجوا مرضى
الفلاحين، ويقذموا لهم الدواء والداء والتوعية والعلم، وأنثأ بعض العيادات
والمستوصفات الخيرية فيها، ودعا الحكومات المتعاقبة إلى إنصاف الفلاحين
63

الصفحة 63