كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الصحافة، وكان السباعي صاحب أقوى صو! في البرلمان، وفي المظاهرا!
والمنتديا! والمحاضرا!، وصاحب أقوى قلم في الصحافة والمنشورا!،
وكان للبيان التاريخي الذي أذاعه في 8/ 2/ 0 95 1 م دوي في نفوس السوريين،
كسب به المعركة على العلمانيين، فقد أدلى فيه بحججه القوية، من التاريخ
الحضاري في القديم والحديث، ودحض مفتريا! المنادين بفصل الدين عن
الدولة والتعليم والحياة، ثم أعلن احتكامه إلى الشعب، وأبدى استعداده لقبول
م! يحكم به الشعب الذي هو مصدر السلطا!، كما يقولون.
وقد جاء في مقدمة الدستور:
لفا كانت غالبية الشعب السوري تدين بالإسلام، فإن الدولة تعلن
استمساكها بالإسلام ومثله العليا.
ونص الدستور على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي، وأن الفقه
الإسلامي هو المصدر الأساس للتشريع، ويلزم الدستور المجلس النيابي "ب! عادة
النظر في كل القوانين المعمول بها في الدولة، وإلغاء ما كان منها مخالفاَ
للإسلام " (1).
وكانت معركته الكبيرة الثانية حول الملكيا! الزراعية الكبيرة، وتوزيع
الأراضي على الفلاحين الذين لا يملكون ارضأ "إذ كنا ننادي بوجو! النص في
الدستور على مبدا تحديد الملكية الزراعية، على أن ينفذ هذا التحديد فور
صدور الدستور لكل الملكيا! الزراعية الموجودة، وكانوا تمارضون في ذلك
معارضة شديدة. وأخيراَ تغفبنا عليهم في إقرار الدستور الذي صدر عام 0 95 1 م
لمبدأ التحديد، وتغلّبوا علينا في جعل التحديد يسري على الملكيا! التي ستنشا
في المستقبل، دون ان يكون لذلك مفعول رجعي، بحيث لا يمسّ الملكيا!
القائمة " (2).
(1)
(2)
أنور الجندي، أعلام القرن الرابع عثر الهجري: 1/ 436.
اثتراكية ا لإسلام، ط 2، ص 67 1 - 68 1.
67

الصفحة 67