كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

لمحات من حياته، وفكره، ومواقفه
عصره:
كان ميلاد مصطفى السباعي بُعيد نشوب الحرب العالمية الأولى، وقبيل
انهيار الإمبراطورية العثمانية، وتمزيقها شز ممزق، على ايدي دعاة القومية
الطورانية الذين كانت تسيرهم الدوائر الغربية الاستعمارية من الخارج، ويهود
الدونمة والماسونية من الداخل، حتى لا تبقى للمسلمين، مرجعية يرجعون
إليها ولا رابطة سياسية تجمعهم، بعد إلغاء خلافتهم، وتمزيق شملهم،
ووضعهم تحت الانتداب والحماية والوصاية والاستعمار، كما كان - ميلاده -
قبيل تمزيق البلاد العربية إلى كيانات، وخضوع تلك الكيانات أو الدويلات إلى
الاستعمار، فكانت سورية الكبرى - بلاد الشام - أربع دول، هي: سورية
بحدودها الحالية، ولبنان، والأردن وفلسطين، وكانت سورية الصغرى،
ولبنان، وبلاد المغرب العربي من نصيب الاستعمار الفرنسي الغاشم، وكانت
مصر، والعراق، والأردن، وفلسطين، والسودان من نصيب الاستعمار
الإنكليزي، العدو الألد للعروبة وا لإسلام.
وشهد السباعي الفتى سقوط الخلافة العثمانية على أيدي العلمانيين
القوميين الطورانيين، وسمع في المسجد الكبير في مدينته (حمص) تنديد ابيه
بخطوات مصطفى كمال الذي دعو 5 (أتاتورك) ذلك الذي ولد في (سلانيك)
معقل يهود الدونمة والماسونية، والفكرة القومية الطورانية، وتربى على ايدي
هؤلاء الذين دربوه وأفلو 5 ليكون صاحب الدور اكبر في اضطهاد من أحسن
إليه من خلفاء بني عثمان، ثم في نشر الفكر القومي، وإلغاء الخلافة، واستبدال

الصفحة 7