كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

في الصحافة
لا نستطيع أن نبعد السباعي عن مملكة الصحافة، لأنه كاتب رصين، ذ و
أسلوب جزل، وفكر عميق، وكأن الصحفي ينبغي ان يكون مثل كتبة هذا
الزمان، ذوي الأساليب الركيكة، والفكر المهزوز، والشخصية المسطحة.
فقد باشر السباعي الفتى الكتابة في مجلة (الفتح) القاهرية، وكان
صاحبها الكاتب الكبير المجاهد محب الدين الخطيب قد أفسح له صفحاتها،
ليكتب فيها "المقالات الحارة ذات الوهج المشتعل منذ عام 1933، 1934 م
عن فلسطين، وعن ماَسي الاستعمار في سورية ولبنان والعراق " (1).
كما نقد كتابي الدكتور أحمد أمين (فجر الإسلام) و (ضحى الإسلام) في
مجلة (الرسالة) التي كان يصدرها الزيات، عام 0 194 م وكانت نقداته علمية
رصينة تتناسب مع مجلة الرسالة ذات المقام الرفيع. . وكان السباعي طالباَ في
الأزهر حي! ذ، وكان الدكتور أحمد أمين عميد كلية الَاداب. وقد دافع فيها عن
السنّة، وعن فضايا الإسلام والمسلمين.
وفي 22/ 6/ 6 94 1 م ظهر العدد الأول من جريدة (المنار) التي أصدرها
السباعي في دمشق، لتكون لسان حال جماعة الإخوان المسلمين في سورية،
في أربع صفحات، وعزَفها بأنها (جريدة يومية سياسية تصدر في دمشق) وكان
السباعي صاحب امتيازها، ومدير سياستها، وكان هو والأستاذ عمر بهاء الدين
الأميري يكتبان افتتاحياتها النارية، ضد الأنظمة العربية الحاكمة، وكانت لسان
حال دعوة (الحق والقوة والحرية) تدعو إلى الإصلاح الجذري، وتدافع عن
(1) د. محمد رجب البيومي، النهضة الإسلامية: 3/ 68 4.
70

الصفحة 70