كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

مصالح الشعب، وترى في وحدة الأمة العربية والإسلامية طريق الخلاص
للعرب والمسلمين.
كانت حياتها "حافلة بالكفاح من أجل الحزب الذي تمثله، وبالدفاع عن
القضية الفلسطينية، والدعوة إلى الجهاد الإسلامي، وبمقاومة الحكومات
المتعاقبة، كما دخلت في صراعات مع العديد من الصحف ذات الاتجاهات
المختلفة، ولا سيما مع صحافة اليسار، وصحافة الحزب الوطني " (1) 0
كما كانت تقف في مواجهة العسكر الذين يريدون اغتصاب السلطة
والحكم، الأمر ا لذي جعلها تتعرض للتعطيل في أكثر من عهد، فقد عطلها الزعيم
حسني الزعيم في 17/ 5/ 9 194، ثم عادت إلى الصدور بعد الانقلاب عليه،
واستأنفت مسيرتها النضالية في شهر تشرين ا لثاني 9 4 9 1 م، ثم عطلها الزعيم
أديب الشيشكلي، ثم عا دت بعد الانقلاب عليه، وعطلها جمال عبد ا لناصر، أيام
فترة الوحدة، ثم عادت بعد الانقلاب عليه، ثم عطلها انقلاب الثامن من آذار
963 1 م بعد أن عمرت ثلاث عشرة سنة، كانت فيها صحيفة عقيدة ومبدأ، طابعها
إسلامي صرف، وكانت تعيش الأحداث، وتشارك العرب في مشاعرهم
و. أحاسيسهم، فتفرح لأفراحهم، وتحزن لأحزانهم، وتنفذ إ لى قلوبهم بأسلوبها
المؤثر (2) فقد طبعها السباعي بطابعه الحماسي المتمرد على الفساد، والظلم،
والاستعمار، وكانت كلما اشتدت عنفاَ، اشتدت الرقابة عليها، وكثرالحذف
منها، حتى صارت فيها مساحات بيضاء في كثير من أعدادها، وقد كتب عليها
كلمة (مراقبة). جاء في إحدى افتتاحياته:
"وعود كالسراب في مكافحة الغلاء والفقر. فإلى متى تستمرون ب! غناء
الأغنياء، لهافقار الفقراء"؟.
وكتب في افتتاحية يوم 6/ 2 1/ 48 9 1:
(1) جوزيف إ لياس، تطور الصحافة السورية: 2/ 6 1 3.
(2) المرجع السابق: 2/ 187.
71

الصفحة 71