كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

وكان الفصل الثالث (في جهود العلماء لمقاومة حركة الوضع)، وهي
جهود جبارة لا مزيد عليها، وكانت أساليبهم في هذا أقوم الأساليب العلمية في
النقد والتمحيص، فكانوا بذلك أول من وضعوا قواعد النقد العلمي الدقيق
للأخبار والمرويات بين أمم الأرض كلها، وقد تناول نقدهم: إسناد الحديث،
والتوثق من الأحاديث، بالرجوع إلى الصحابة والتابعين وأئمة هذا الفن، وقد
تتتعوا الرواة، ودرسوا حياتهم، وتاريخهم، وسيرتهم، وما خفي من أمرهم
وما ظهر، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولا منعهم من تجريح الرواة والتشهير
بهم ورع ولا حرج (1).
وقرر أن "الرواة الذين يُتوففُ في قبول روايتهم اصناف، من أهمهم:
ا - من اختُلف في تجريحه وتعديله.
2 - من كثر خطؤه، وخالف الأئمة الثفات في مروياتهم.
3 - من كثر نسيانه.
4 - من اختلط آخر عمره.
5 - من ساء حفظه.
6 - من كان يأخذ عن الثقات والضعفاء ولا يتحرى! (2).
ثم تحدث عن القواعد العامة لتقسيم الحديث وتمييزه، فكان لنا:
الحديث الصحيح، والحديث الحسن، والحديث الضعيف، وبئن حدَ كل من
هذه الأنواع.
ثم تحذث عن علامإت الوضع في السند، وعلامإت الوضع في المتن.
وكان الفصل الرابع (في ثمار هذه الجهود) في تدوين السنة، ووضع علم
(1)
(2)
السنة ومكانتها في الثريع الإسلامي، ص 92.
ا لمرجع ا لسابق، ص 4 9
77

الصفحة 77