كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الحروف اللاتينية بالحروف العربية، والعمل على ترجمة القرآن العظيم، ليتلى
باللغة التركية، بدلاَ من اللغة التي أنزله الله بها، كما فعل بالأذان الذي استبدل
كلماته الشرعية الوضيئة، بكلمات تافهات مضحكات مبكيات. .
وشهد مصطفى السباعي الفتى آثار الحرب الكونية الأولى على ابناء
مدينته، وعرف ما كانوا يعانونه من فقر، وجهل، وتخلف في سائر الميادين،
وعرف دور الاستعمار الفرنسي فيما يجري لشعبه في سورية، ودور الاسنعمار
عامة، فيما يجري لأمته العربية، والإسلامية، التي وقعت شعوبها بين براثنه.
وشهد الفتى الثورات المتتالية على الاستعمار في سورية خاصة، وفي
سائر أقطار الوطن العربي عامة. . شهد ثورة الغوطة، وثورة الشيخ عز الدين
القسام، وثورة إبراهيم هنانو، وتجرك العلماء لتثوير الشعب السوري على
ا لمستعمر المتوحش، وسمع، وربما راى، ا لشيخ ا لمجا هد علي ا لد قر، ومحدّث
الشام الشيخ بدر الدين الحسني، وهما يطوفان المدن والقرى السورية، يدعوان
إلى مجإهدة الاستعمار، وتقديم العون للمجاهدين الأبرار.
وعرف ما يحاك لفلسطين وما يدبر على أيدي الصهاينة والمتصهينين من
الأوروبيين ومن العملاء على حد سواء، وسمع بالثورات الفلسطين! المتعاقبة،
وعرف شيئاَ من سيرة الشيخ القسام البطل، وسعيد العاص البطل، اللذين غادرا
سورية الحبيبة، إلى فلسطين الحبيبة، للدفاع عنها، بعد أن تكشفت المؤامرات
عليها، وتدفق اليهود من كل مكان إليها.
وشهد الحوب الكونية الثانية، وما جرته من الماشي وا لمخازي وا لكوارث
على ا لبشر في كل مكان.
أهوال عاشتها الأمة العربية، أدت بها إ لى اضطراب، وجعلتها تعيش حالة
مخإض، وخاصة بعد سفوط القسم اكبر من فلسطين في ايدي اليهود الذين
ارتكبوا فيها المجازر، وشردوا مئات الالاف من الرجال والنساء والأطفال،
بمباركة من (الغرب) المتحضر جداَ، وبتخاذل عربي، وتآمر رسمي، اجهض

الصفحة 8