كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

على انها قضية جنس متمم أو مبهج " (1).
وقد تناول السباعي هذه القضية من النواحي ذات الصلة باختصاصه،
ودراسته، وتجاربه، وحسب.
فدم لمحاضرته مقدمة تاريخية عن تطور حقوق المراة عبر التاريخ، عند
اليونان بقوله: "وكانت محتقرة، حتى عدُوها رجساَ من عمل الشيطان، وكانت
كسقط المتاع، تباع وتشترى في الأسواق " وفي اوج حضارة ا ليونان، تبدلت حال
المراة، واختلطت بالرجال في الأندية والمجتمعات، فشاعت الفاحشة، حتى
اصبح الزنى امراَ غير منكر، وحتى غدت دُور البغايا مراكز للسياسة والأدب " (2)
ثم كان انهيار لهم وزوال.
وتحدث عن حال المراة عند الرومان، ولم تكن خيراً من حالها عند
اليونان، فلم تكن لها اهلية مالية، ولا مكانة في الأسرة، وبقيت قاصرة الأهلية.
وتحدث عنها في شريعة حمورابي، وكانت تُحسَبُ في عداد الماشية
المملوكة، وعند الهنود الذين جاء في شرائعهم: "ليس الصبر المقدَر، والريح،
وا لموت، وا لجحيم، وا لسم، وا لأفاعي، وا لنار، اسوا من المراة ".
وعند اليهود، كانت في مرتبة الخادم، ولأبيها الحق في ان يبيعها قاصرة،
وما كانت ترث، ويعتبرها اليهود لعنة لأنها أغوت آدم، وأ نها أمرُّ من الموت.
وعند النصارى: المرأة مسؤولة عن الفواحش والمنكرات، وهي باب
الشيطان، ويجب ان تستحعي من جمالها، لأنه سلاج إبليس للفتنة والإغراء.
وعند عرب ا لجاهلية، كانت مهضومة ا لحقوق، حتى جاء ا لإسلا م "وا نطلق
صوت السماء على لسان محمد ىكليِ!، يضع الميزان الحق لكرامة المراة، ويعطيها
حقوقها كاملة غير منفوصة، ويرفع عن كاهلها وزر الإهانات التي لحقت بها عبر
(1)
(2)
المرأة بين الفقه والقانون، ص 9.
المرجع السابق، ص 4 1.
84

الصفحة 84