كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

والاتصادية العادلة، ودعوة حازة إلى هذا الدين الذي لا منقذ للبشرية سو 51. .
لا منقذ لها من الوهدات السحيقة التي تردتْ فيها، ومن الظلام الدامس الذي
تعيش فيه، برغم كل الأضواء المسفطة عليها، ومن قلق الروج، وفوضى
الأخلاق وانحطاطها، ومن المظالم والمواجع التي تسحق مليارات البثر،
وتطحنهم طواحين الالات القليلة من المترفين المستكبرين أصحاب العنجهيات
الجاهلية المادية المغالية في القسوة والوحثية، البعيدة عن المعاني الإنسانية
الكريمة، والمشاعر النبيلة، والسلوك المستقيم0
يتألف الكتاب من مجموعة أبحاث، شرج فيها نظام الإسلام الاجتماعي
وا لاتصادي وا لسياسي، وبسط فيها عدا لة ا لإسلا م في هذ 5 ا لميادين كافة، وتفوقه
فيها على سا ئر ا لنظم ا لوضعية، كالرأسمالية، وا لاشتر اكيات ا لمختلفة، بأسلوب
علمي رصين، مشحون بروح السباعي الداعية الثائر على الفساد والمفسدين،
وعلى ا لظلم وا لظا لمين.
بدأ الكتاب بالحديث عن (موقف الأديان من الفقر) وأن الأنبياء جميعاَ قد
عُنُوا بحقوق الفقراء والضعفاء، وإن كان اليهود قد حرفوا النصوص الواردة عن
أنبيائهم بشأن الفقراء، وقصروها على فقراء اليهود دون سائر الفقراء الاخرين،
وهذا ما يتنز 5 عنه أنبياء الله وحملة رسالاته.
ورأى امتياز الإسلام - في معالجة مشكلتي الفقر والغنى -بميزتين:
الأولى: أنه لم ينظر إلى مشكلة الفقر على أنها مشكلة قائمة بذاتها، بل
هي متصلة بغيرها من شؤون الحياة، فلا بد لمعالجتها معالجةً صليمةً، من
معالجة سائر شؤون الحياة.
الثانية: أن الإسلام لم يعالج مشكلة الفقر بالمواعظ والوصايا الأخلاقية
فقط، بل لا بد من سن القوانين الصارمة التي تحدد الواجبات، وترهب
المسيئين.
يقول السباعي:
95

الصفحة 95