كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

الغذائية الضرورية. وناقق القائلين بعدم جواز التأميم، ثم تحدث عن (تحديد
الملكية) وخلص إلى أن التحديد، إذا اقتضته مصلحة الأمة، كان جائزاَ، بل
واجباَ.
وتحدث عن (فوانين التكافل المعاشي) وعن مبدأ التكافل الاجتماعي في
الإسلام وأنواعه، كالتكافل الأدبي، والتكافل العلمي، والسياسي، والدفاعي،
وا لجنا ئي، وا لأخلا قي، وا لاقتصا دي، وا لعبادي، وا لحضاري، وا لمعا شي،
ويرى أنها لو طُبقت في مجتمعنا، لكان مجتمعاَ مئالياَ لا يدانيه في رقئه مجتمع
آخر.
وتحدث عن (قوانين التكافل الاجتماعي) والفئات التي تستحق التكا فل،
وموارد نفقات التكافل، ثم قإرن التكافل الاجتماعي في الإسلام بما عند
الغربيين، وأسهب في ذكر المؤيدات الاعتقادية، والأخلاقية، والمادية،
والتشريعية، كما قارن بين الاشتراكية الإسلامية والرأسمالية، وبينها وبين
الشيوعية، وخلص إلى أن اشتراكية الإسلام هي الأقدر على إسعاد الناس،
وضرب الأمثال على ذلث من الواقع التاريخي، من العصر النبوي، ثم من عصر
ا لخلفاء ا لراشد ين، ومن دولة الأمويين، وفي ا لعهود ا لأخرى.
تحدث عن الدولة الإسلامية فقال:
"كان العالم كله خارج الجزيرة العربية - يوم أعلن الإسلام تلك المبادى
والقوانين الاشتراكية - يسوده نظام الإقطاع، وتحكم الأغنياء بالجماهير، ولم
يكن للفقراء ولا للعاجزين ما يستعينون به على ضعفهم وعجزهم، او يدفعون به
عن أنفسهم غائلة الجوع والحاجة، إ لا ان يستجدوا الناس، وكانت المجتمعات
تنظر إلى هؤلاء على أنهم كمية مهملة لا فيمة لها في الحياة الاجتماعية، بل هم
عبء ثقيل على المجتمع، لا سبيل إلى رفعه، لأن الفقر - في نظرهم -قدر من
السماء، ينظر إليه بعضهم على انه نعمة، وينظر إليه بعضهم على انه من انواع
الكما ل والقربى إلى الله، وينظر إليه اَخرون على انه بلاء، يعاقب الله به عباده، كما
يعاقبهم با لأمراض وا لموت.
97

الصفحة 97