كتاب مصطفى السباعي الداعية الرائد والعالم المجاهد

حرب في التاريخ، تخوضها دولة ما، في سبيل تنفيذ التكافل الاجتماعي،
وتمويل قوانينه ".
"وكان أبو بكر - في حيإته الخاصة - قدوة للناس، في عفته عن أموال
الدولة، ومساواته نفسه بالناس في أعطياتهم ومعيشتهم ".
وتولى عمرالخلافة من بعد أبي بكر، ونظم الدولة تنظيمأ يتفق مع تطورها
واتساع رقعتها، وكان من أهم أعماله تدوين الدواوين، تُسَجَلُ فيها مصادر
الدولة، ومواردها، وتُقَئدُ فيها أسماء ذوي الأعمال، وأصحاب الأعطيات
والمحتاجين، الذين يستحقون نفقتهم من بيت المال، بمقتضى قوانين التكافل
الاجتماعي، وكان يعطي الرجل على حسب كفاءته وبلائه في خدمة الدولة
وسابقته في الجهاد وعلى قدر حاجته وكفايته، وكان يفرض لكل مولود مئة
درهم، ف! ذا ترعرع زاده إ لى مئتين، ف! ذا بلغ زاده كذلك.
"وقد طبق عمر نظام التكافل الاتجماعي على غير المسلمين، كما طبق
على المسلمين ".
كذلك استمر الأمر في عهد عثمان، وفي عهد علي، رضي الله عنهما0
"واستمرت الدولة - الأموية - تقوم بواجبها في تنفيذ نظم التكافل
الاجتماعي، من جبإية الزكاة، ورعاية الفقراء والحاجات الاتجماعية، حتى إ ن
يوسف بن عمر كان يخصص في ميزانية إقليمه كل سنة، عشرة ملايين درهم
للأحداث والبنات اللاتي لم يتزوجن ".
"ولاشك في أن سياسة الأمويين قد انحرفت عن سياسة الخلفاء الراشدين
من نواح عدة، لظروف مختلفة، ولكن تنفيذ نظام التكافل الاجتماعي ظل
مستمراَ كخطة من خطط الدولة العامة ".
وفي العهود الأخرى، استمرت الدولة أو الدول الإسلامية تقوم بجمع
الزكاة، وإنفاقها على المستحفين، بل إن الحروب الإسلامية كانت لتحقيق هذه
المبادى، ولقد نعمت الشعوب التي أظلها حكم الإسلام، بتحرير إنسانيتها
99

الصفحة 99