كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

الخاتمة
وفي الختام أرجو الله تعالى ان أكون حفقت ما رميتُ إليه من
ترجمة صادقة، بعيدة كل البعد عن المبالغة في المدح، أو المغالاة في
الإعجاب والحبّ، والاكتفاء بإظهار الحياة الواقعية، والصورة الحقيقية
المشرقة، لمسيرة استاذ الأساتذة الدكتور (مصطفى) وهو عالمٌ دمشقيئٌ
تركَ ولايزال بصمات ظاهرة ومؤثرة في الحياة التعليمية العامة
والشرعية، وألَّف كتبأ مرجعية وخالدة.
وإذا كانت الحياة لم تُوفه كامل حقّه، فإن الله تعالى لم يُضَيّعْه في
الدنيا، وسيوفّيه الجزاء الأوفى في الاَخرة. وانا على يقين انه عاش حياته
مكتفيأ، بل وفي سعة وبحبوحة أيضأ، وقد نخاه الله من العبودية للمال، مع
ان الكثير من طلابه ومعارفه جمعوا الملايين، فعافاه النّه من مجرد التفكير
بضغوط الصفقات أو ركود الأسواق، وأراح الله أعصابه من المنافسات
والمضايقات، والمضاربات.
ولا أقول: إن المال بقي في يده ولم يصل إلى قلبه فحسب، بل من
النادر جداَ، وفي حا لات محدَدة ومعدودة التي رأيت فيها شيخنا (ابو محمد)
يخرج مالأ من جيبه، أو يدفع مالا بيده، فقد كانت (أم محمد) تستلمُ راتبه
الشهري، وجميع استحقاقاته المالية الإضافية. لقد منحها هذه المهمة لما
راى فيها من حُسن إدارة وتنطيم، والإنفاق في الطرق الصحيحة من غير
إسراف ولا تقتير.
109

الصفحة 109