كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

وورعها، يدكُ على ذلك، ويتجلّى في تعزيتها لأولادها عندما فقدت فتىً
منهم.
وعند احتضارها طلبت من ابنها مصطفى أن يقرأ سورة يس!،
وطلبت من زوجها أن يسامحها عما يحتمل أن يكون بَدرَ (1) منها من إخلال
بطاعته أو تقصير بأداء واجباتها نحوه، وكان ابوها صالحأ لا يأكل إ لا من
عمل يدِه.
4 - الإخوة: وقد أنجبَ الوالدان ثمانية من الذكور، وعشراً من
الإناث، وكان ترتيب الشيخ (مصطفى) الخامس بين إخوته الذكور،
والحادي عشر بين إخوته وأخواته.
وأبو سعيد (محمود) هو الأخ الكبير، وهو الذي ورث العمودية
بعد أبيه، وبقي طيلة حياته يتقفَد هذه المهمة الاجتماعية بشهامة ورجولة،
ويتمتع جسميأ بلياقة رياضية، وقوة عظيمة، فهو متميز في حمل الأثقال،
ويُمسك بالحجر الصُّلب فيفتته بين أصابعه، ويضع يده على ظهر الفرس
الشموس فيقف ساكنأ لاحراك له. وعندما مرض في اَخر حياته؟ كان
شيخنا (أبو محمد) يرى في ذلك اية من اَيات اللّه، تدلُّ على أن هذه الدنيا
عرض زائل، وانه لا يدوم فيها على حاله وكماله إلا اللّه عز وجلّ.
وكان أبو صياح - أخوه - مولعاً من شبابه بكتب السير الشعبية، ومن
مكتبته قرا شيخنا (أبو محمد) منذ أن بدأ يمْرأ؟ جميعَ هذه القصص،
كقصة عنترة، وسيرة حمزة البهلوان، وتغريبة بني هلال. . ولا يزال يذكر
(1)
وقد حكى لنا أستاذنا (ابو محمد): أنها خلال زيارتها لفبر ابنها رأى الحفار
وجهها، فأصزَت على طلب المسامحة من أجل ذلك، وهذا دليل خلق الحشمة
ومزيد الستر والطاعة، المتأصل في نفسها.

الصفحة 12