كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام
تربط الشيخ إبراهيم بالشيخ حسن حبنكة، كما أنَّ الأستاذ الدكتور محصد
أديب صالح تلميذ الشيخ إبراهيم - الذي أحبَّه ورعا 5، وزوَّجه ابنته-
صديق (أبي محمد) ورفيق دربه بدءاً من تعارفهما في جامع الدقادتى،
وخلال العمل في مهنة التدريس الثانوي والجامعي.
وقد حكى لنا أستاذنا (ابو محمد) من حياة الشيخ إبراهيم الغلاييني
الموقف التالي:
" تكررت زيارتنا مع بعض الإخوة إلى فضيلة الشيخ الربَّاني إبراهيم
الغلاييني في قطنا، ولكني لا أنسى زيارة بعينها استمرّت يومأكاملاً، حيث
وصلنا إلى منزل الشيخ في (قطنا) بعد صلاة الظهر، فوُضعت المائدة،
وأكلنا مع جميع الحاضرين، ومن المعروف والمعتاد أن الطعام يُوضع في
كل يوم بعد عودة الشيخ من صلاة الطهر في الص! مجد، ومن كراماته
المتحققة، أن الطعام الموجود يقدَم من غير تكلُّف، فيكفي الموجودين
مع اهل البيت، ويزيد. ومن عادة الشيخ التي لا يتركها أن يصطحب
معه أرغفة من الخبز، يفتها للكلاب وهو في طريقه إلى المسجد، لأداء
صلاة الفجر. والجميع من مُحبِّيه يعرفون كرمه المتأصل في نفسه، فهو
لا يُسألَ شيئاً إلا أعطا 5، ولو طُلبت منه عباءته أو جبَّته لخرج عنها؟ اقتداءً
لرسمول الله مح! ي!.
وفي تلك الزيارة المباركة، أخَذَنا معه إلى قرية (عرنة) في جبل
الشيخ، وعلى مشارف البلدة، تُوجد كنيسة، ما إن وصلنا أمامها، حتى
وجدنا رجل الدين (الخوري) المسؤول عنها، قد أعدَّ القهوة، ووقف
ينتظر وصول الشيخ (إبراهيم) بعد أن علم بخروجه من (قطنا). وتقدَّم
مرحَباً ومسلِّماً، فاستأذنه الشيخ (إبراهيم) بالصلاة عنده في الكنيسة،
39 -
26