كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

وكان يخاطبه ويقول له: " يامحترم ". فرحَب الرجل، وأخذ يصدر أوامره،
ويُشارك يإحضار الماء للوضوء، وإعداد المكان للصلاة. وفي قبلة الصلاة
كانت صورة معلَّقة على الجدار للسيدة مريم العذراء، فأراد أحدُ الطلبة أ ن
يرفع الصورة أو أن يقلبها، فغضب الشيخ (إ براهيم) وقال له: دعها يابني في
مكانها، وتوخه بقلبك إلى اللّه! واعلم أننا لم نحضر إلى هنا للإساءة، وإنما
حضرنا لإدخال السرور وا لإحسان لكل من استقبلنا وأكرمنا.
وفي تلك الليلة عدنا متأخرين، ونمنا، وبقي الشيخ راقداً في سريره،
ولى يقم لصلاة الليل، مع أنها كانت عادته، حتى لا يُحدث جَلَبَةً توقظنا،
واستمزَ ساكنأ يقرأُ وِرْدَه، حتى أيقظنا لمحبل ا لفجر بقليل، رحمه الله، وجمعنا
به في مستقر رحمته، حيث نلقى الأحئة، محمداً وصحبه ".
رابعأ - الشيخ ابو الحسن علي بن عبد الحيّ الحسني الندوي المتوفى
سنة (1 42 ا هـ- 0 0 0 2 م):
عالم علأَمة، ومؤلف مبدع، وخطيب مؤئَر، أديبٌ هندفيٌ، جمعقن
العربية أكثر من أهلها، وهو عضوٌ في العديد من مجامع اللغة العربية،
وكتاباته الدعوية تمثّل كاتباً مكلوماً، يدعو إلى صحوة إسلامية تُنقذ العالم
من كبوته وتخفُفه وانحطاطه. كتبه مباركة ومنتشرة، ترئينا عليها في مرحلة
الدراسة والطلب.
لقيه الشيخ (مصطفى) في القاهرة الأبيّة، ثم في دمشق المحميَّة،
وسجَّل الموقف الشاهد التالي:
"إن مق العلماء مَقْ إذا نظرتَ إليه ملأ عينكَ هيبةً وقلبكَ أُنساً ومحبَّة،
وعقلكَ معرفةً ويقيناً، ونفسك خشية، وفضلاً و! ماً.
والسيد أبو الحسن الندوي واحدٌ من هؤلاء العلماء الأعلام، كان
27

الصفحة 27