كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام
الله برحمته، فقد دعاه شيخنا إلى بيته لتناول الغداء، وليس المفصود
تناول الغداء، ولكن المقصود إيجاد فرصة للقاء مع الشيخ، في مجلس
لم يحضره من إخوان الشيخ إلا عدد قليل.
لا أستطيع أن أصف تلك الجلسة الممتعة، التي لن أنساها مادمت
حياً، فقد كان فيها من الأنس والصفاء ما لا يستطيع اللسان أن يعثر عنه، إ ذ
إنَّ اللغات مهما اتّسعت فلن تستطيع وصف المعاني الروحية، وتجعلها
بحيث يتذؤقها المستمعون، مهما أوتي المتكفمون من بيان " (1).
3 - العلوم التي برعَ بها ودرسها:
بدا الشافيُ (مصطفى الخن) التدريس في معهد (التوجيه الإسلامي)
في جامع منجك وعمره عشرون سنة، وهو أول من أدخل اللوح (السبورة)
لتدريس مادة الحساب، مستوى الإعدادي، وكان يستخدم الوسائل
السمعية والبصرية المتاحة، ويذكر مزَة أنه اخذ قشَة، وجعل منها مرئعاً؟
ثم ضغط على كل من الضلعين المتلاصقين، فأصبج الشكل معيناً.
وكان الطلاب يجلسون على الأرض، وتستمر الدراسة من الساعة
(7) إلى أذان الظهر.
وقد دزَس مادة التعبير (الإنشاء)، وتنبأ من موضوع كتبه الأستاذ
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي - حفظه اللّه تعالى - أنه سيكون كاتباً
إسلامياً، وتنبأ للأستاذ محمد محمد الخطيب من خلال موضوع إنشائي
أنه سيكون سياسياً بارعاً، وقد تحقق لهما ذلك فعلاً.
(1) تقديم ا لأستاذ ا لدكتور (مصطفى الخن) لكتاب (أ بو ا لحسن ا لندوي) ص 9 - 0 1.
30