كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

ودرَّلس كتاب (شرح قطر الندي) و (شرح شذور الذهب) في النحو
عدة مرات، وقد شارك الأستاذ (مصطفى) في جميع العلوم الشرعية،
ولكنه تخصَّص في النهاية وتمئز عن اقرانه بعلم أصول الفقه، وبعلوم
العربية، وبخاصة (النحو) وحفظ أبوابأ كثيرة من الألفية (1)، ولايزال
يستحضرها إلى الان، وهو معجبٌ بابن هشام وتاَليفه، ويعتبره مبدعاً
في تسهيل النحو، وفلسفته، وإجادة عرضه.
" ونظم الشيخ (مصطفى) الشعرَ، وحاكى شيخه، وزملاءَه في
الطلب والتعليم، ممن ينظمون الشعر، وينشدونه في المناسبات، وكانت
له مقطوعات وجدانية، كل منها يتألف من عدة أبيات، كان المؤذنون
ينشدونها في وداع رمضان، وقد ضاع أكثرها، ومنها:
عزمَ الصِّيامُ على الرَّحيلِ فَودِّعُوا شَهرَ الصَيا! بأدمعِ الألثْمواقِ
-ومما قاله في الاعتبار بالماضي:
لسِجِل ماضيكَ سِفْز تستعينُ به في شأنِ وقتيْك من حالِ وفنْتظَرِ
ارجعْ إليهِ ففي طَئاته عِبَرٌ تبدو لِعَيْنَيْكَ في شتى من الفحورِ
ما إنْ رجعتُ إليهِ عِندَ نَازلةِ إلآَ وزالَ ظلامُ الشَّكِّ عن بَصري
مَنْ لا يكونُ لهُ ممَّا مضَى قَبَسٌ هوَى على رأسهِ في مَزْلقِ الغُرَرِ
- ومما قاله في أن خيو الأمور الوسط:
(1)
ألفية ابن مالك. وللشيخ (مصطفى) قناعة موضوعية: أن كناب (أوضح
المسالك) يمتاز بعرض قواعد النحو من خلال الكليات لا الجزئيات، وأن
شيخه (الشيخ حسن حبنكة) رحمه الله تعالى هو أول من أظهر في دمشق أهمية
هذا الكتاب، وكشف عن أسرار 5 وفوائده.
31

الصفحة 31