كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

فقال الشيخ (حسن) مبتسماً: إنني أثق بعقلك، وإنك لا تفعل إلا
ما تراه صحيحأ، فعلى بركة الله، وعندما يحين موعد السفر أعلمني.
وقبل السفر بيوم واحد جاء الشيخ (مصطفى) إلى بيت الشيخ،
فأعطا 5 مبلغأ من المال يكفيه في ذهابه وإيابه ومدة إقامته، وزوَّده بالدعاء،
وأوصاه بالمثابرة وا لاجتهاد!.
" وفي مطلع عام 949 ام وصل الشيخ (مصطفى) إلى القاهرة،
وأجرى اختبار قبول في جامعة الأزهر، وقُبل في السنة الثالثة من كلية
الشريعة، وصادف وجود الدكتور معروف الدواليبي في القاهرة، وفي
زيارة للأزهر، فقال العميد (1) لضيفه: إن الشيخ (مصطفى) يستحق بنتيجة
امتحانه الذي اجراه أن يُمنح شهادة الإجازة (الليسانس) مباشرة، ولكن
القانون لايسمح إلا بتجاوز سنتيق من الدراسة، ومطالبته بدراسة مقررات
سنتين، وأنا اسف لأني لا أستطيع مساعدته، وأنا معجب بتحصيله
العلمي، وغنى ثقافته، ومتانة استحضار 5 لمحفوظاته. ولم ينس الشيخ
الدواليبي - حفظه الله تعالى - هذا الموقف فاقترح انتدابَ الشيخ (مصطفى)
للتدريس بكلية الشريعة من جامعة دمشق ابتداء من عام 955 ام حينما
أسست كلية الشريعة في جامعة دمشق.
" وأمضى الشيخ (مصطفى) مدة الدراسمة في سنتين، واستحقَّ في
عام 2 5 9 1 م شهادة (ا لإجازة) من ا لأزهر ا لشريف با لمْا هرة، بتقدير متفوّق.
وترلسَّخت في ذاكرته مواذُ تخصُّصه من الفقه وأصوله، وعلوم
العربية ونحوها، وتعزف على علماء أفذاذ في الأصول واللغة، وكم
(1) هو الشيخ (عيسى مَئون) رحمه الله تعالى.
35

الصفحة 35