كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

الباب المفتوح، وقبل ان اصل إلى مكتبه، أن اقرا في عيون طلابه التقديرَ
والإعجاب، وأن أرى في توجههم إليه التاثر والانبهار، وقد قطع دخولي
عليهم متعة الإصغاء إلى كلام أستاذهم، وقد ملك حواشَهم، ووصل إلى
سويداء قلوبهم، وبدا ذلك على وجوههم.
ولم يقتصر النشاط العملي في وزارة التربية على الأداء الوظيفي
المتميز في السنوات الدرالمعية العديدة، والتي تخوَّج فيها على يدي الأستاذ
الشيخ (مصطفى) اجيال من الطلاب والطالبات، بل تعدَّى ذلك إلى فاعلية
مؤثرة في مجا لات ئلاث، هي المناهج، والكتب، وا لامتحانات.
1 - المناهج:
كان ا لأستاذ (عبد الوحمن الباني) مفتش التربية ا لإسلامية في سوريهْ
كلِّها، يحمل هذا الجهد العظيم بصبو وإخلاص (1)، ويتصدَى للظووف
المحيطة والمحرجة بحلم واناة، واكتشف في الأستاذ (مصطفى) علمه
الواسع، ومنهجه الواضح، ومسلكه القويم؟ فدعاه إلى بيته، واشركه معه
في وضع مناهج للتربية الإسلامية في جميع المراحل ا لابتدائية والإعدادية
والثانوية. وبعد إنجاز هذا العمل التربوي الفائق، أصبح كل منهما ينسب
العمل إلى صاحبه، وهذه هي سمة العلماء الأعلام.
وشارك الأستاذ الشيخ (مصطفى) في وضع مناهج التعليم الشرعي،
للثانويات الشرعية التابعة لوزارة الأوقاف، ويشتمل ذلك على المرحلتين
(1)
وصف شيخنا (ابو محمد) الأستاذ عبد الرحمن الباني - حفظه الله تعالى - بعد
رفقة طويلة، ومهمات علمية عديدة، فقال: إنه يؤدي ما كُفف به بدابِ لىتقان،
ثم لايُريد أن يُنسب إليه شيء مما أنجزه!! إنها الإرادة المنتصرة فى محاولة
إنكار الذات.
39

الصفحة 39