كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

وهذه الفوائد العظيمة، قلبت في نفسِ شيخنا: العواطف المشبوبة
إلى العقلانية الموضوعية، المهتدية بأنوار الشريعة، وابعدته تمامأ عن ايً
غلواء او حِدً ة، وفتحت قلبه على موسوعات الفقه المذهبي وما تحتوي
عليه من كنوز التشريع والحكمة، كما استنارت افكار 5 واتسعت اَفاقه وهو
يدرس منا زع ا لفقهاء في تفسير اَيات ا لأ حكام، وشروح احا ديث ا لأحكام.
هـ- أهمية الكتاب:
أصبح الكتاب (ائر الاختلاف) بعد صدوره كتاباً جامعياً، ومرجعاً
رئيساً في الدراسات العليا، في اصول الفقه، وتطبيقات فروع الفقه.
والأمثلة في جميع أبوابه موئقة، تبنى فيها الأحكام الجزئية على القواعد
الكلية، ضمن فهم ثاقب، وعرضٍ حيادي، وموضوعيّ، وأمين. وحفظ
الله المؤلف وامدَّ في عمره ونفع بعلمه، فقد استبق بعين بصيرته أهمية
الكتاب، وعرف خطورة موضوعه، وحاجة العلماء والفقهاء إليه، فكتب
في المقدمة يقول:
هذا ولا أعتقد أن لأحد حاجة لأن يُقام له برهان على قيمة هذا
الموضوع بحدَّ ذاته، سواءٌ اكنت وفيته القول أم لم أوفه:
ففي هذا الموضوع وصل لما انقطع من الصلة بين الأصول
وفروعها، وإحياء لعلم الأصول الذي بات يُدرس في كثير من الأقطار
ا لإسلامية كنطريات جامدة ليس لها أي مدلول واقعيّ.
وفي هذا الموضوع إبراز لمنهج الأقدمين، وبيان أنهم لا يخبطون
في دين الفه خبط عشواء، بل كانوا يحكمون الخطة ويحددون المنهج، ثم
يخطون إلى أهدافهم بخطى ئابتة وعقل واع، فإدْا بهم يُدركون الغاية من
وجهها الصحيح.
57

الصفحة 57