كتاب مصطفى سعيد الخن العالم المربي وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام

ذكرياته عن المحطات الرئيسة من تحصيله العلمي، ونبوغه في حدود
تخصُّصه، وتميزه في كتبه وتاَليفه، وثمرات يراعه0
وما أحوج ا لأجيال المسلمة في عالمنا العربي والإسلامي إلى وجود
القدوة الصالحة، والمثل الأعلى، متمثلاً في علماء ربانئين، ومُفكَرين
هداة، في عصر بدا يعقم ويُجدب، وتغيب شمس حضارته، ويتسارع فيه
فقد العلماء، فيرتفع العلم بموتهم؟ كما أخبر النبي المصطفى عليه الصلاة
والسلام: " إنَّ اللهَ لا تقبضُ العِلمَ انْتزَاعاً يَنتزِعَهُ مِنَ العِبادِ، وَلكنْ يَفبضُ
العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاء" (1).
وما أخطرَ دروبَ الحياة وهي تخلو من العلماء العاملين، مصابيح
الهدى، ورهبانِ العلم، وأحلاسِ (2) حلقات الدروس والمكتبات، الذين
يحصِّبُهم الناسُ - بالزهادة والورع والإخلاص - سلاطين، فيحكمون
النفوسَ والقلوبَ بالححث الصادق، والنظرة الحانية، والبسمة البريئة، في
زمن التيه والحيرة، والقبض على الجمر، والجاهلية المتعالمة؟ وحيث
تضيع الهُوية، وتتشوه المحورة بالأشباه وا لأشباح، وتُفتقد الأسوة، وتغيب
الأصول، وتنقطع الجذور.
وإذا عرفنا كثيراً من أعمدة المؤثفين من خلال ترائهم وتاَليفهم،
والتي اشتهرت وتركتْ بصماتٍ ظاهرة في الساحة الثقافية، وعنواناتٍ
(1)
(2)
اخرجه البخاري في العلم (0 0 1) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما؟ وفي رواية البخاري ومسلم: (إن الله لا يقبض العلم إنتزاعأ ينتزعه من
صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ
ا لناس رؤساء جفَالاَ، فأ فتوا بغير علم، فضلُّوا وأضفُوإ".
جمع حلس، وهو المواظب المثابر، يقال: هو حِلْسُ بيته، إذا لم يبرح مكانه.

الصفحة 6