كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

معظمها حتى الَان في المكتبات العامة لم يتم إلا فهرسة جزء بسيط منها، فضلاَ
عضا في المكتبات الخاصة، وبما في ذلك من الخلط والخطأ في الفهارس،
ويكرر عدم ثقته بهذه الفهارس في أكثر من موضع (1).
ونعثر في كتابه على إشكالية أخرى من إشكاليات المخطوطات العربية،
وهي تعزضها للتلف من اكل أرضة، وطمس رطوبة، الأمر الذي يدعو إلى
الاهتمام بسرعة الترميم الفني قبل استفحال هذا التلف0
والمؤلف بدرايته الفذة بالمخطوطات العربية، وبسعة خبرته فيها، يفتح
عيون الخريجين من الشباب العرب الذين لديهم استعداد للتوخه إلى التراث
والنظر في المخطوطات اختياراَ وتحقيقأ ودرسأ، إ لى مسائل لا يعرفها المبتدئ
في هذا الميدان، وبهذا يعلمهم دروسأ نافعة فيه، ومن الدروس الأولى اهتمامه
بالنسخ الأم النفيسة، وبرصد السماعات على العلماء، وذكر التملكات
والخطوط المسجلة على المخطوطة من قبل علماء معروفين، ص 69 1، 62 1،
334، ويتعقب في النسخ المخطوطة النساخين العلماء، ويعنى بجمع تراجمهم
وتنقلاتهم، ص 8 4 2.
ويولي عنايته بفروق النسخ حيث تكون هذه الفروق في المادة نقصأ أ و
تمامأ، يقارن في هذه الحالة بين نسخة واخرى في بلد آخر كان قد رآها وسجل
ملاحظاته عليها، والعجيب أن ذاكرته تتسع لكثير من هذه الفروق، فيستطيع أ ن
يقرران نسخة مكتبة كذا هي من اجود نسخ الكتاب. ص (1 6 1 و 03 1 - ه 0 1).
وتطول خبرة الجاسر، وتتسع دائرة معارفه في التراث اتساعأ عظيمأ،
فنرى منه عجباً حين ينقب في مخطوطة، فيكشف عن جديدها، أو يعرف
مكنونها، أو يصحح خطأها دون الرجوع إلى مصدر من المصادر، ولاشك في
أن مثل هذه الثمار هي حصاد سنين من القراءة والاطلاع والدرس، ويشيع في
(1) انظرص 4 5 1، 178.
109

الصفحة 109