كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

لمحات من حياته
تمهيد:
الشيخ حمد الجاسر علآمة الجزيرة العربية وجغرافئها ومؤرخها ون! ابتها،
ومن قمم المشتغلين بالتراث العربي، ومن قمم مَنْ قذَموا لهذا التراث خدمات
جليلة جمع الله فيه من صفات العلماء ما تفرق في خلق منهم، وهو عَلَم من اعلام
تراثنا العربي النوادر، يلمس المدقق في سيرته إخلاصاَ نادراَ للعلم وصبراَ عجيباَ
عليه، وحرصاَ فائقاَ على نشر 05 أحب العربية الحب الجم، ووقف نفسه على
دراستها والاطلاع على مكنوناتها ونفالْسها، والتنقيب عن مخطوطاتها النادرة،
وا لحث على تحفيقها ونشرها، وكلما قدم عهد المخطوط ودثرت حروفه اشتدت
رغبته في الاطغ عليه، وكأنه يبحث في العصور الخالية عن سر دفين لا يجد 5 إ لا
في المخطوطات ا لبالية، فكا ن الحجة في ا نساب ا لعرب ومعرفه مؤلفا تها وكنوزها
في خزالْن الكتب المتفرقة، وكان المرجع في تحديد المواضع في جزيرة العرب
وضبط أسما ئها. ألف وحقق وكتب فأكثر وأجاد وأ طاب.
لىن من يتتبع سيرة الجاسر وأعماله، ويطالع مؤلفاته وتحقيقاته ومفالاته
- وما أكثرها وأنفعها - لا يملك إلا ان يُكْبر هذه العبقرية الفذَة التي اجتمع لها
العلم الواسع والخلق الفضيل. وقف نفسه طوال حياته يقرأ ويكتب ويقؤم
ويهدي - على اعتلال صحته وضعف بصر 5 - فهو مصاب بضعف البصر، فإحدى
عينيه لا تبصر، والأخرى نظرها ضعيف، فلم تعقه العقبات ولم تثنه الصعاب
وا لمصائب وسوء الصحة، بل زادته عز ماَ وتصميماَ على ا لسير قُدُماَ حتى يبلغ هدفه
المأمول. فكان يعمل في الحل والترحال وعلى المَنْشط والمكره وفي اليسر
والعسر، بل إنه أبدع مع تزاحم العلل عليه، وتقشُم نفسه مع الأوصاب
والأوجاع. ما ذُى الجاسر إلا تذكرت قول النبي ع! يم: " منهومان لا يشبعان،
طالب علم وطالب مال "، فالجاسر من طلاب العلم الذين لا يشبعون منه.
11

الصفحة 11