كتاب حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسابتها

هذا الكتاب أمثلة كئيرة من هذا الفبيل، يتضح فيها أن مغاليق المخطوطات قد
فتحت للجاسر.
ومن دروسه التي لا تتوفر إلا لمن طالت خبرته وعظمت معرفته ودرايته
بحيل الوزاقين وتزويرهم في سبيل محاولة إبراز كتبهم بصورة الكمال والندرة،
نراه في كتابه بصيراَ بهذه الحيل دون أن تنطلي عليه.
ومع شغف الجاسر الكبير بالتراث وتقديره له، لا يعده ذا قدسية مطلقة
وأنه بمناى عن النقد، وكان لا يتوانى عن بيان ما فيه من خرافات لا يصدقها
عقل 0 ص (89، 146، 188).
ومن المدهثى حقأ أن يزؤد القارئ بمعلومات فلكية طيبة، ومهما كانت
هذه المعلومات فإنها تدذ على سعة اطلاعه، وعلى تنوع معارفه (ص 93 2).
وكان منهجه في اختيار المخطوطات والموضوعات ينصت في كثير من
الأحيان على المؤلفات النادرة التي لها صلة بالجزيرة العربية أوأدبها أو جغرافيتها
في العهد القديم مما هو غير معروت (ص 8 4 1).
وحين نخرج من دائرة المخطوطات العربية الواسعة، نرا 5 يدخل في دالْرة
اصغر ذات علاقة وثيقة بالتراث العربي وتحفيقه، وهي دائرة المستشرقين، فقد
كان للجاسر صلة ببعضهم، وله رأي سديد في غاياتهم وأعمالهم، ودورهم في
خدمة التراث وتحقيقه ودراسته، وما وقعوا فيه من أخطاء.
وكان حريصاَ على أن يزور مراكز الاستشراق والجامعات والمعاهد التي
تُعنى بنشر النصوص العربية والدراسات حولها، فحين يصل إلى هولندة يسارع
إلى زيارة مدينة ليدن، لأنها من أهم مراكز الاستشراق في أوروبة، ففيها مطبعة
بج يل ومكتبتها التي تُعذ أكبر مطبعة أصدرت ومازالت تُصْدِر نوادر كتب التراث
العربي، ومن أهم ما أخرجته (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث) و (دالْرة
المعارت الإصلامية)، وكان حريصاَ على أن يلتقي المستشرقين في بلادهم أ و
مؤتمرا تهم.
110

الصفحة 110